لماذا كان عبد الحليم حافظ يكتب “القرآن” على الهواء؟!

حرم المرض الشديد عبد الحليم حافظ من الصوم، منذ أن كان في السادسة والعشرين من عمره، تعرض لنزيف حاد عقب تصوير فيلم “لحن الوفاء” مباشرة وبعد الفحوصات اكتشف عبد الحليم حافظ أنه يعاني من دوالي المريء وتليف في الكبد، بالإضافة البلهارسيا منذ طفولته، وأجريت له عملية استئصال جزء من المعدة بأوردتها وضلعين والطحال، وكلما كانت تدزاد شهرته يزداد المرض.

يقول ابن شقيقه محمد شبانة إن عمه عبد الحليم حافظ كان يقضي رمضان في قراءة القرآن والصلاه، وأثناء الإفطار كان ينظر إلى أفراد أسرته وهم يتناولون طعامهم ويداعبهم قائلا “ونبي تاكلي الحتة دي أصلي نفسي فيها”.

أما وجبة عبد الحليم حافظ المفضلة في رمضان فهي الملوخية، إضافة إلى الحلويات الرمضانية، ولكن العندليب بعد المرض لم يكن يأكل إلا صدر دجاجة مسلوق بدون ملح، وقليل من الأرز المسلوق أيضا بدون ملح، وكان الحلو “بالوظة” وهي عبارة عن مهلبية بدون لبن، وكانت وجبة الإفطار بياض بيضة وقليل من العسل وعدد قليل من البسكويت ومعهم كوب من الشاي خفيف لاقصى درجة.

دعوة عبد الحليم حافظ إلى الإفطار

كان يتم دعوة عبد الحليم حافظ كثيرا إلى الإفطار، وكان يلبي الدعوات يجاملهم ويشاركهم اللمة دون أن يأكل شيئا، ولم يفوت عبد الحليم حافظ شهر رمضان دون الإكثار من أعمال الخير يقول ابن شقيقه محمد شبانة إنه كان يقدم مساعدات لأشخاص من جميع أنحاء مصر، وهناك البعض منها مستمر حتى الآن.

علاقة عبد الحليم حافظ وسيدنا الحسين

يقول محمد شبانة إن نسب عائلة شبانة يعود لسيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه، ولذلك عندما كان يحدث للعندليب  أي مشكلة يصطحب معه شقيقه  وصديق من أصدقاءه مثل عصام بصيلة ويتوجه للحسين بعد صلاة العشاء ويبقى هناك يقرأ القرآن حتى صلاة الفجر ويعود للمنزل مع شروق الشمس.

عبد الحليم حافظ ةآداء العمرة

قبل رحلته الأخيرة إلى لندن خرج من مصر للسعودية أدى مناسك العمرة، وبالصدفة كان يقام غسل للكعبة، فدخلها وصلى بالأركان الأربعة وحين عاد أخبر أسرته قائلا:  ” أنا دعيت للعيلة كلها وحسيت براحة نفسية كبيرة”، ومن بعدها سافر إلى لندن وبعد أقل من ثلاثة أشهر توفاه الله.

دعاء يردده العندليب قبل سفره 

كان يكتب بالقلم الرصاص على الحائط قبل كل رحلة سفر له قوله تعالى: “إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى ميعاد”، ويكتب تحتها عبد الحليم على إسماعيل شبانة والتاريخ، ويمسحها فور عودته للمنزل، ولكن المرة الأخيرة لم يكتبها بالقلم كتبها على الهواء ربما لإحساسه بأنه لن يعود ففي حواره الأخير مع وجدي الحكيم قال له : “ياوجدي بوس لي مصر وتراب مصر”.

علاقة عبد الحليم  بالمشايخ

الشيخ الشعراوي قال عنه إن عبد الحليم لم يرى أي سعادة في حياته فقد عاش فقط ليسعد الناس.. وتوفى غريب مبطون بنزيف ونحسبه من الشهداء، كما كانت تجمعه علاقات يالشيخ النقشبندي وعبد الباسط عبد الصمد، بالإضافة للشيخ مصطفى إسماعيل الذي قرأ في عزاء العندليب.

عبد الحليم والأدعية الدينية

كان من عادة عمي – يقول محمد شبانة –  أن يذهب لمولد الحسين متخفيا وذات مرة سمعهم يستبدلون كلمات أغنيته قولوا له  بـ”روحوله روحوله روحوله روحوله المدينة.. روحوله وشاهدوا وباركوا وعاهدوا نبينا.. وعاهدوا نبينا.. محمد نبينا روحوله المدينة”، فعجبته الكلمات وغناها..  وبعدها قدم 11 دعاء ، وعندما سألوه ذات مرة في الإذاعة من هو كامل الأوصاف قال:”هو في غيرة سيدنا النبي عليه الصلاه والسلام”.

آخر كلمات عبد الحليم حافظ

في منتصف العام السادس من عمره فوجئ محمد شبانة ابن شقيق العندليب عبد الحليم حافظ وهو يلعب في شقة عمه عبد الحليم حافظ بالزمالك بتليفون من  العندليب الذي كان يعالج في الخارج وطلب منه أن يتحدث إلى الحاجة فردوس وأوصاها بتفريق بعض الأشياء على المحتاجين في الحسين، وطلب منها أن تدعو له بالراحة لأنه تعب كثيرا ويريد أن يرتاح، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي يستمع فيها ابن الأخ لصوت عمه الذي توفي بعدها بيومين.