ريف دمشق يثير قلقًا دوليًا.. ما سر جرمانا التي استنفر نتنياهو لأجلها


التوترات الأخيرة في ضاحية جرمانا جنوب شرق دمشق أثارت قلقًا دوليًا، وتحديدًا من قبل إسرائيل التي وجهت تهديدات بالتدخل لحماية الدروز في المنطقة. فما الذي جعل هذه المدينة الصغيرة تحت الأضواء بهذه الطريقة؟

توتر واشتباك في جرمانا

في الأيام الأخيرة، شهدت مدينة جرمانا توترات حادة بعد سلسلة من الاشتباكات بين عناصر من قوات الأمن السورية ومسلحين محليين دروز. 
أحداث العنف بدأت يوم الجمعة، بعدما قُتل أحد عناصر الأمن السوري وأصيب آخرون، مما دفع الفصائل المسلحة المحلية إلى رفع يدها عن القاتل وبدأت بالتعاون مع السلطات السورية لتسليمه. 
ويؤكد المراسلون أن الأوضاع بدأت تعود تدريجيًا إلى طبيعتها بعد أيام من الاشتباكات التي أدت إلى مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين.

إحدى المحطات المثيرة في هذا التصعيد كانت تهديدات إسرائيل بالتدخل لحماية الدروز في المنطقة، وهو ما أثار تساؤلات حول أهمية هذه المنطقة بالنسبة لدولة الاحتلال. فما الذي يجعل جرمانا موضع اهتمام إسرائيل بهذا الشكل؟

موقع وأهمية جرمانا

تقع جرمانا في جنوب شرق دمشق، على أطراف العاصمة السورية، وتعد من المناطق الاستراتيجية التي تربط دمشق بمناطق أخرى مثل الكباس والدويلعة. 
المدينة تضم غالبية من الطائفة الدرزية والمسيحيين، كما أنها شهدت نزوح عدد من العائلات خلال سنوات الحرب السورية. 
وعندما نرى تاريخ المدينة، نجد أن جرمانا كانت من أوائل الأماكن التي تم فيها إسقاط تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد في العام 2011، ما يعكس الحالة السياسية المتوترة في المنطقة في تلك الفترة.

منذ بداية الحرب السورية، ظلت جرمانا منطقة مثيرة للجدل بسبب تنوعها الطائفي والسياسي، وأحداث العنف الأخيرة كانت بمثابة تجديد للتوترات القائمة في هذه المدينة التي لم تنعم بالاستقرار طوال سنوات الصراع.

الإحداث الأخيرة وتصعيد الوضع

الاشتباكات الأخيرة كانت نتيجة مشاجرة بين عناصر من الأمن السوري ومسلحين من الدروز، ما أدى إلى مقتل أحد عناصر الأمن وإصابة آخر. 
ووفقًا لمديرية أمن ريف دمشق، فقد تعرضت سيارة تابعة لوزارة الدفاع لعملية إطلاق نار مباشرة بعد أن تم تفتيشها في حاجز أمني في المدينة.
كما أسفرت المواجهات عن هجوم مسلح على مركز للشرطة في جرمانا، مما دفع الأمن إلى التراجع.

هذه التطورات دفعت مشايخ جرمانا إلى إصدار بيان أكدوا فيه أنهم رفعوا الغطاء عن كل من يسيء إلى القانون، وتعهدوا بتسليم كل من ثبتت مسؤوليته إلى السلطات، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع المحلي وضبط الأمن.

ماذا يعني هذا التوتر بالنسبة لإسرائيل؟

التهديدات الإسرائيلية الأخيرة أثارت تساؤلات واسعة، لماذا هذه الاهتمامات من إسرائيل بتلك المدينة الصغيرة؟ يعتقد البعض أن إسرائيل قد تكون قلقة من تزايد التوترات الطائفية في جرمانا، حيث يقطن العديد من الدروز الذين يعدون جزءًا من المجتمع السوري الذي له صلة مباشرة بإسرائيل، خصوصًا في ظل التاريخ المعقد بين إسرائيل والدروز في لبنان وسوريا.

هل سنشهد تدخلاً خارجيًا؟

بالتأكيد، الأحداث الأخيرة في جرمانا أظهرت أن هذه المدينة ليست مجرد ضاحية عادية في دمشق، بل إنها أصبحت مركزًا للتوترات التي قد تؤثر على الأمن الإقليمي. 
مع تهديدات إسرائيل والتصعيد المحلي، تبرز أسئلة عديدة حول كيفية تأثير هذه الأحداث على المستقبل السياسي في المنطقة، هل ستظل جرمانا مجرد ضحية لصراع داخلي، أم أن الأضواء ستسلط عليها بشكل أكبر في الأيام المقبلة؟


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *