قبيل القمة العربية.. شيخ الأزهر يدعو لموقف موحد ضد مخططات التهجير ودعم إعمار غزة

قبل ساعات من انطلاق القمة العربية الطارئة في القاهرة، وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رسالة واضحة وحاسمة إلى القادة العرب، مطالبًا إياهم بالوحدة والتضامن لمواجهة المخططات غير المقبولة التي تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وضرورة تفعيل المبادرات العربية لدعم إعادة إعمار غزة.

وكتب شيخ الأزهر على حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”:

“ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب المجتمعين بالقمة العربية المنعقدة غدًا بالقاهرة، ونشدُّ على أيديهم بضرورة التضامن والخروج بموقف موحد لمواجهة المخططات غير المقبولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتفعيل المقترَح العربي لإعادة إعمار غزة، ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى اللتين يتعامل بهما بعض صنَّاع القرار الداعمين للكيان المحتل”.

هذه الرسالة القوية تأتي في وقت حساس، حيث تتجه الأنظار إلى القاهرة لمتابعة ما ستؤول إليه القمة، وسط مطالبات شعبية وسياسية بضرورة اتخاذ قرارات حاسمة تعكس وحدة الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتحديدًا تجاه التصعيد المتواصل ضد قطاع غزة ومحاولات التهجير القسري.
 

القمة العربية الطارئة: قضايا رئيسية على الطاولة

تبحث القمة العربية الطارئة، التي تستضيفها القاهرة اليوم الثلاثاء، عدة ملفات محورية تتعلق بالقضية الفلسطينية، ومن أبرزها:

 رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والتأكيد على حقهم في البقاء في وطنهم.

 تفعيل الجهود العربية لإعادة إعمار غزة دون المساس بوجود سكانها.

 السعي نحو حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في المنطقة.

 بحث المرحلة الثانية لاتفاق غزة، ودعم جهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.

 تعزيز الموقف العربي الموحد ضد الضغوط الدولية التي تحاول فرض حلول تتجاهل الحقوق الفلسطينية.

ويأتي انعقاد هذه القمة في ظل تصاعد الغطرسة الإسرائيلية والدعم الأميركي غير المشروط للاعتداءات على غزة، مما يجعل الخروج بقرارات حاسمة أمرًا ضروريًا وليس خيارًا، وفقًا لمحللين سياسيين.

مصر تقود التحرك العربي: خطة شاملة لدعم فلسطين

تسعى مصر، بصفتها الدولة المستضيفة للقمة، إلى تقديم خطة واضحة تؤكد على ارتباط السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بمدى قدرة المجتمع الدولي على احترام قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن القاهرة تعمل على عدة مستويات لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومواجهة المحاولات الرامية إلى إعادة تشكيل الواقع الديموغرافي للقطاع عبر التهجير القسري، وهو الأمر الذي يُعد خطًا أحمر بالنسبة للموقف العربي الرسمي.

كما تبذل القيادة المصرية جهودًا واسعة لضمان تحرك دبلوماسي عربي فعال على الساحة الدولية، بهدف الضغط على الأطراف المؤثرة لمنع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، وفرض التزامات حقيقية تضمن حماية الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة.

شيخ الأزهر.. صوت الحق في مواجهة الظلم

لطالما كان الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، صوتًا قويًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وداعمًا لمبادرات إرساء العدل والسلام القائم على احترام حقوق الشعب الفلسطيني.

وتأتي هذه التصريحات في إطار سلسلة من المواقف الحازمة التي اتخذها الأزهر خلال الأشهر الماضية، حيث أطلق عدة نداءات للمجتمع الدولي لوقف المجازر بحق الفلسطينيين، كما أكد في أكثر من مناسبة أن القدس ستظل عاصمة فلسطين الأبدية، وأن أي محاولات لطمس هويتها الإسلامية والعربية مصيرها الفشل.