تعد هيكلة الثانوية العامة من أكثر القرارات أهمية لدى الطالب وولي الأمر، خاصة بعد إعلان وزارة التربية والتعليم عن إعادة هيكلة نظام الثانوية العامة لعام 2025، وأثيرت العديد من التساؤلات حول مدى تأثير هذه التعديلات على مستقبل العملية التعليمية، وخاصة فيما يتعلق بظاهرة الدروس الخصوصية التي أصبحت تشكل عبئًا كبيرًا على الأسر المصرية.
بعد إعادة هيكلة نظام الثانوية العامة.. هل تساهم التعديلات الجديدة في تقليل ظاهرة الدروس الخصوصية؟
صرّح الدكتور رضا مسعد، رئيس التعليم العام السابق بوزارة التربية والتعليم وأستاذ بجامعة دمياط، بأن ظاهرة الدروس الخصوصية تعتبر من أكثر المشكلات التي يواجهها ولي الأمر خلال المراحل التعليمي المختلفة.
وأضاف مسعد لـ كشكول، أن وزارة التربية والتعليم تعمل على تطوير المنظومة التعليمية ولكن هناك بعض القرارات التي يجب أن نقول نعمة ونقمة في نفس الوقت، مثلا تقليص عدد مواد الشهادة الثانوية من ٧ الي ٥ مواد، هذا القرار يحتاج إلا مناقشة كبيرة، خاصة ان كل المواد مهمة لدى الطالب وفكرة تهميش بعض المواد سيكون هذا القرار ظالم لدى الطالب.
وأكد على أن الأفادة من تقليص المواد بالفعل ستقلل ذهاب الطالب للسناتر التعليمية إلا ان إلغاء بعض المواد سيعتبرها الطالب حجه وعدم مذاكرتها، وطالب بضرورة تدريس اللغة العربية في جميع الصفوف لأنها اللغة القومي، ومؤكدا على أهمية اللغه الإنجليزية في جميع الصفوف لأنها لغة العلوم والدراسة في الجامعة.
حجازي: تسهم في تغيير شكل الدروس الخصوصية
بينما قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ“كشكول”، إن التعديلات الجديدة لن تؤدي إلى القضاء بشكل نهائي على الدروس الخصوصية لأنها لم تمس جوهر هذه المشكلة كما أنها سوف تسهم في تغيير شكل الدروس الخصوصية وإعادة هيكلتها.
وأضاف أن الدروس الخصوصية المكثفة سوف تستمر لمدة عامين فهي وإن كانت في كل عام أقل نظرا لقلة عدد المواد إلا أنها بما أنها ستكون في عامين متتاليين سوف تمثل أزمة كبيرة للطلاب والأسر، كما أنه قد يضطر الطالب للالتحاق بثلاثة دروس مختلفة للمادة الواحدة خاصة في مادة العلوم المتكاملة وكذلك الحال في باقي المواد التي تم دمجها وذلك لتميز بعض المعلمين في بعض أجزاء المادة دون غيرها.
وفي ختام حديثه، أكد على أن سوف تستطيع الدروس الخصوصية التكيف مع التغيرات الجديدة كما استطاعت التكيف مسبقا مع التحول الرقمي في التعليم.
النظام الجديد يركز على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي
بينما صرحت الدكتورة إيلاريا عاطف، الخبيرة التربوية، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، بأن وزارة التربية والتعليم تعمل تحولًا جذريًا في النظام التعليمي المصري.
وأشارت الدكتورة إيلاريا، إلى أن النظام الجديد يركز على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب، بدلًا من الاعتماد على الحفظ والتلقين، وبالرغم من بذل الوزارة المزيد لإعطاء المنظومة حقها، إلا أن فكرة الدروس الخصوصية مازالت مسيطرة في المجتمع المصري، بالرغم من سعيها تخفيف الأعباء على أولياء الأمور إلا أن قرار الوزارة في إعادة الهيكلة مهم جدا، ولكن من ضمن القرارات التي كان لها أثر سلبي هو قرار إلغاء تقييم المواد الفلسفية والتي ستؤثر بالسلب على تدريس المادة وسيجعلها مادة مهمشة في حين أن المجتمع في اشد الحاجة الي بناء انسان سوى لديه من القيم المجتمعية التى تجعله قادر على بناء الوطن، وأيضا تقليص عدد المواد بالرغم من أنه منصف للطالب ولأولياء الأمور إلا انه سيعود بالسلب على الطالب في المستقبل.
وأضافت الخبيرة التربوية أن التقييم المستمر للطلاب سيكون جزءًا أساسيًا من النظام الجديد وهذه من ضمن ميزات الهيكلة الجديدة، وفي الوقت الحالي تعمل الوزارة على التركز أيضا على الجانب التكنولوجي الذي يدعم سوق العمل وهذه خطوة جيدة في تطور المنظومة التعليمية.
نقلاً عن : كشكول
لا تعليق