“بعد المعاش ضحك ولعب وجد وحب”، هو شعار حياتهم ورحلاتهم المليئة بالحب والدفء والسعادة، تاركين خلفهم هموم الماضى وسنوات عمرهم التي أفنوها في تربية أبنائهم وتعليمهم وزواجهم، رافضين مقولة “أنت كبرت وعجزت” واستبدلوها بمقولة: “العمر مجرد رقم“.
حبى وذكرياتى للرحلات المدرسية كان هو الدافع الأساسى تجاه قبولى لدعوتهم في الذهاب إلى رحلة نيلية معهم جميع المشتركين فيه من كبار السن الذين تراوحت أعمارهم ما بين الستين والثمانين من العمر، أثارنى الفضول عن أجواء هذه الرحلة غير المعتادة، وبدأت أسأل نفسى هل سيحضرون ساندويتشات الرحلة مثلما كنت أفعل في طفولتى؟، وهل السيدات سيهتممن بمظهرن واختيار أفضل ملابس لديهن ليذهبن بها مثلما كنت أعتنى بملابسى في ذلك الوقت؟، وهل سيكون هناك غناء وألعاب للتسلية؟.. فبالنسبة لى رحلة يعنى “غنا ولعب وتنطيط”، وهنا كانت المفاجأة بالنسبة لى عندما شاهدت لحظات أجمل رحلة قضيتها في حياتى “رحلة ما بعد المعاش”.
لفتت نظرى سيدة في السبعينيات من عمرها ترتدى زى أسود، تضحك وتتفاعل ولكنها تجلس وحيدة طوال الوقت تحدثت معها وعرفتها بنفسى وبزميلتى المصورة التي كانت تصاحبنى الرحلة وقلت لها نحن هنا لتغطية اليوم ومشاهدة أجواء الرحلة الممتعة، رحبت بى وتحدثت معى عن أجواء الرحلة وإنها هذه الرحلة كانت كفيلة أن تغير” مودها” ووحدتها الدائمة وأن الرحلة كلها كبار سن ولكنهم يشعرون ببعض لأن حكايتهم متقاربة وأعمارهم أيضًا.
“برنس الرحلة اللى ماحدش يقدر يقف قصاده في الرقص”، كما أطلقوا عليه يرتدى قبعة على رأسه ويظهر منها بعض خصلات من شعره الأحمر الكستنائى، وملامح وجهه تدل على كبر عمره ولكن بمجرد أن تشاهده يرقص ويغنى ويضحك يتحول لشاب فى العشرينيات، نظرت له وهو يرقص وأنا أبدى إعجابى بحيويته وشبابه فضحك لى وقال: “خلى بالك أنا مفيش ولد ولا بنت كبير ولا صغير يعرف يقف قصادى في الرقص”.
وتابع: “أنا ممدوح منصور مهندس سابق كنت عايش طول حياتى في الكويت وعندى مصنع وللأسف أتحرق وخسرت كل فلوسى ولما جيت مصر مبقاش معايا أى حاجة ومراتى طلبت الانفصال وبقيت عايش وحيد، فكرت إنى مش هفضل كده كتير أنا لازم أشغل وقتى وأعمل حاجة مفيدة بدأت أعمل كرواسون بالجبنة والعجوة وأعمل أكلات مختلفة وأجيبها معايا لرحلات كبار السن اللى بطلعها دايمًا، وعجبت أصدقائى وبعدها شجعونى وفتحت مشروع وبقيت بكسب، بس قررت إنى عمرى ما أحوش كفاية اللى خسرته، فاللى بكسبه بصرفه على نفسى بطلع رحلات أجيب اللى نفسى فيه وأتفسح وأخرج وألبس وأكل”.
كان هناك عم محمود بركات يمسك بيديه “المايك” ويغنى ويرقص مع الفرقة بعدما نزل من المسرح ضحك لى وقال: “إيه رأيك قولت له أنتوا فكرتونى برحلات المدرسة اللى كنت بحب أطلعها دايمًا”، فقال لى: “أومال انتى فاكرة إيه أصلاً الشباب بيبدأ بعد الستين وإحنا لسه شباب، أنا راجل كبير في السن لكن أنا شايف إن الحياة بتبدأ بعد المعاش أنا خلاص علمت ولادى وجوزتهم أعيش حياتى بقى أخرج وأغنى وأفرح، ليه أعيش في اكتئاب أنى كبرت وعجزت وطلعت على المعاش إحنا بعد المعاش مش محتاجين غير الطبطبة والكلمة الحلوة مش عاوزين نعيش في زعل ولا نكد تانى خلاص”.
صفاء عبد المنعم والتي وصفوها بالبشوشة المرحة الجميلة، والتي تحدثت معى عن فكرة الرحلة وقالت: “أنا كنت مدرسة لغة عربية وطلعت على المعاش، من صغرى بحب الرحلات وبحس نفسى لسه صغيرة فقررت إنى حتى بعد ما أطلع على المعاش هعمل رحلات لأصحابى اللى على المعاش نخرج كل أسبوع أو أسبوعين في مكان مختلف مرة في المركب ومرة في حديقة أو حتى نسافر يومين مع بعض المهم نفصل ونتبسط إحنا هنعيش كام مرة، وبيكون معايا في الرحلة أزواج خلصوا كل المسئوليات اللى عليهم وبيكونوا معانا فى الرحلة يتبسطوا ويفصلوا، فيه مقوله بتقول ليت الشباب يعود يومًا أنا بقى هعيد الشباب تانى من جديد، اخرجوا يا جماعة وانبسطوا وعيشوا حياتكم، أنا بعد ما برجع من الرحلة نفسيتى بتتغير وكل اللى معايا كمان بيبقى مبسوط وفرحان بأجواء الرحلة دى”.
المشاركون فى الرحلة

المنضمون للرحلة

بعض المشاركات فى الرحلة

ضحك وسعادة

غناء المشاركين في الرحلة
نقلاً عن : اليوم السابع
- شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسى والقوات المسلحة والشعب بذكرى العاشر من رمضان - 10 مارس، 2025
- ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة خلال مستهل تعاملات اليوم - 10 مارس، 2025
- تيك توك بين الحظر والبيع.. ترامب يكشف عن 4 مجموعات تتفاوض لشراء المنصة - 10 مارس، 2025
لا تعليق