بين القليل من التفاؤل والكثير من الحذر سادت أجواء المفاوضات بين أمريكا وإيران داخل جدران السفارة العُمانية بروما، في طقس ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة برمتها، حال عدم نجاح المفاوضات التي يديرها من جانب طهران الوزير عباس عراقجي، ومن جانب واشنطن مبعوث البيت الأبيض ستيفن ويتكوف، من خلال وسيط عماني دؤوب.
دامت الجلسة أربع ساعات كاملة، ساعة تلو الأخرى، ووزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، يتنقل بهدوء، بين الغرفتين وهو يحمل رسائل كل طرف إلى الآخر، وكأنه يحمل مصير منطقة بأكملها.
توقف المفاوضات 15 دقيقة، زعم فيها البعض أن الإيرانيين غضبوا لطرح أمريكا قضايا غير نووية، في وقت نفت فيه طهران ذلك رسمياً، مؤكدة أن التوقف كان “لأداء صلاة الظهر”، تفاصيل صغيرة لكنها تظهر الكثير من التوتر الذي يدور في الخارج عن نائج لا يستطيع أحد التنبؤ بها.
حدثت الانفراجة عندما خرج البوسعيدي ليعلن توصل الطرفين إلى “تفاهمات أولية” حول الانتقال للمرحلة الفنية. أما عراقجي فكان أكثر تفصيلاً في تصريحه للتلفزيون الإيراني: “اتفقنا على عقد جلسات فنية في مسقط الأربعاء، ثم اجتماع للمفاوضين يوم السبت”، بينما مسؤول إيراني رفيع، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ”الشرف الأوسط” أكد أن طهران لن تتنازل “حتى عن جهاز طرد مركزي واحد”، في حين ظل الرئيس الأمريكي ترامب يصرخ أمام الصحفيين: “لن نسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي أبداً”.
إسرائيل تضغط من القدس.. والحرس الثوري يرد
مصادر للشرق الأوسط أكدت أن إسرائيل “تدرس خياراتها العسكرية بجدية غير مسبوقة”. وفي المقابل كان الحرس الثوري في طهران يطلق تصريحات نارية تؤكد أن “برنامج الصواريخ الباليستية خط أحمر غير قابل للنقاش”.
تصريحات متشددة من الجانبين تأتي بالتزامن مع تحسن طفيف في سعر الريال الإيراني مقابل الدولار، وكأن الأسواق تتنفس الصعداء مؤقتاً، بينما تنتظر ما ستسفر عنه جولة مسقط المقبلة.
طائرات واحتجاجات وتسريبات
وفي خضم هذه الأجواء المشحونة، وصلت طائرتين مدنيتين جديدتين لطهران بعد موافقة أمريكية ضمنية، تزامنا مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في بعض المدن الإيرانية بسبب الأوضاع الاقتصادية، إضافة إلى تسريبات عن خلافات داخل الإدارة الأمريكية حول مدى المرونة الممكنة مع إيران.
عيون العالم تتجه إلى “مسقط” الأربعاء المقبل
إلى العاصمة العُمانية، تتجه أنظار العالم الأربعاء المقبل حيث يجتمع الخبراء الفنيون يوم لتحويل المبادئ العامة إلى بنود ملموسة، فيما يتوقع محللون أن تكون الجولة هي الأصعب، حيث ستواجه التفاصيل التقنية الدقيقة مع السياسات المتصلبة، فيما تحاول عُمان جاهدة الحفاظ على دورها كوسيط مع تصاعد الضغوط الإقليمية.
وبينما يغادر الوفدان روما، يحمل كل منهما نسخته من “التفاهمات”، وكل منهما يعلم أن الطريق إلى أي اتفاق حقيقي ما زال طويلاً وشائكاً.، حيث المفاوضات الإيرانية الأمريكية التي تشبه رقصة على الحبال مجرد خطأ واحد فيها يؤدي إلى إنهاء اللعبة.
نقلاً عن : تحيا مصر
- ٣ ماسكات من مطبخك هيحول كعب رجلك لقطعة حرير - 20 أبريل، 2025
- بـ45 جنيه فقط شهريًا.. المصرية للاتصالات تطرح 3 باقات جديدة للهاتف الأرضي تشمل 500 و3500 دقيقة - 20 أبريل، 2025
- كشف تفاصيل إلغاء احتفالات سبت النور بالقدس ومنع المسيحيين من وصول إلى كنائس - 20 أبريل، 2025
لا تعليق