مذيعات تورطن في قضايا مخدرات – بين الشهرة والانهيار


في خضم الصدمة التي خلفها نبأ القبض على الإعلامية المصرية سارة خليفة بتهمة التورط في قضايا تتعلق بالمخدرات، عادت إلى السطح سلسلة من الوقائع المشابهة التي تورطت فيها مذيعات مصريات وعربيات خلال السنوات الماضية. هذه القضايا كشفت عن الجانب الخفي لبعض الشخصيات العامة، الذين رغم ظهورهم على الشاشة بصورة مثالية، فإن حياتهم الشخصية كانت تحمل جانباً مظلماً لم يكن يتوقعه الجمهور.

ويستعرض موقع تحيا مصر، في هذا التقرير أبرز الحالات التي تورطت فيها مذيعات بتهم تتعلق بحيازة، تعاطي، أو الاتجار بالمواد المخدرة، في محاولة لفهم الظاهرة وتحليل أسبابها وتداعياتها على المشهد الإعلامي والمجتمعي.

1. قضية سارة خليفة: البداية التي أعادت الجدل

التحقيق مع سارة خليفة، الإعلامية ومنظمة الحفلات المعروفة، جاء بعد ضبط معمل لتصنيع الحشيش المصنع بإحدى المناطق الراقية بالقاهرة. وأشارت مصادر أمنية إلى وجود ارتباطات بين سارة وبعض الأفراد المتورطين في شبكة لترويج المخدرات. وقد نفت سارة خلال التحقيقات أية علاقة لها بالمعمل أو بالشبكة، مؤكدة أن تعاملها مع المتهمين كان في إطار عملها بمجال تنظيم الحفلات.

رغم ذلك، فإن واقعة ظهور اسمها ضمن التحقيقات فجّرت موجة من التساؤلات، خاصة وأنها ليست أول إعلامية يُزج بها في قضايا مشابهة.

2. هالة فاخر في قضية “الكوكايين المغشوش” – إشاعة أم واقع؟

في عام 2017، انتشرت شائعة واسعة عن تورط الفنانة والمذيعة هالة فاخر في قضية مخدرات بعد مداهمة شقة ضبط بها كميات من “الكوكايين المغشوش”. إلا أن الفنانة سارعت إلى نفي الأمر، وأكدت أنها ستقاضي كل من يروّج لتلك الأكاذيب. ورغم غياب الأدلة، فإن الواقعة أثارت ضجة إعلامية، وعكست حجم استعداد الجمهور لتصديق تورط شخصيات معروفة في قضايا كهذه، نتيجة للفجوة بين الصورة العامة والحياة الشخصية.

‫بأمر المحكمة.. التحري عن دخل الفنانة "هالة فاخر" | مصراوى‬‎

3. شيماء جمال: القضية التي انتهت بجريمة قتل

المذيعة شيماء جمال، التي أثارت الجدل بجرأتها الزائدة على الشاشة، ارتبط اسمها أيضًا بالمخدرات، قبل أن تنتهي حياتها في واحدة من أكثر القضايا غرابة في الوسط الإعلامي المصري. إذ لقيت مصرعها على يد زوجها القاضي، بعد خلافات كبيرة، وتردد حينها في التحقيقات أن أحد أسباب الخلاف كان تعاطيها للمخدرات وابتزازها له. وعلى الرغم من أن التحقيق ركز على الجريمة، فإن الجوانب المتعلقة بتعاطي المخدرات لم تُنفَ أو تُثبت بشكل قطعي، لكنها كانت حاضرة ضمن السياق.

‫قاتل الاعلامية شيماء جمال يكشف آخر كلماتها.. «ولم ارحمها»‬‎

داليا فؤاد

 ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الإعلامية داليا فؤاد مذيعة برنامج ضرب نار في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، المواغفق 15 نوفمبر الماضي، فى منطقة التجمع الخامس، بحوزتها مواد مخدرة.

وتم التحفظ على المضبوطات، فيما يواصل رجال المباحث، تحرياتهم لكشف ملابسات الواقعة، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تمهيدًا لعرضها على النيابة العامة للتحقيق حسب ما رصد موقع تحيا مصر.
وتصدرت داليا فؤاد مؤشرات البحث جوجل ومنصات التواصل الاجتماعي للصور والفيديوهات انستجرام وفيسبوك للبحث عن معلومات عنها والتي نرصدها لموقع تحيا مصر.

4. مذيعة “الفضائية العربية” ومخدرات دبي

في عام 2019، ألقت شرطة دبي القبض على مذيعة تعمل في قناة فضائية عربية شهيرة أثناء محاولتها إدخال كمية من مخدر الكريستال ميث إلى البلاد داخل حقيبة يدها. المذيعة، التي تم التكتم على هويتها، أُبعدت لاحقًا عن الإمارات، بعد أن قضت عقوبة بالسجن لعدة أشهر.

وتُعتبر هذه القضية من أوائل القضايا التي سلطت الضوء على إمكانية تورط إعلاميات شهيرات في تجارة المخدرات، لا لمجرد التعاطي فقط.

5. إعلامية لبنانية شهيرة ومهرجانات “الاستروكس”

في بيروت، أوقفت القوى الأمنية عام 2020 مذيعة لبنانية تعمل بإحدى المحطات الفنية بعد العثور بحوزتها على كميات من مادة “الاستروكس” المخدرة، خلال مشاركتها في أحد الحفلات الخاصة. التحقيقات كشفت أن المادة كانت تُستخدم في إطار حفلات سرية تُقام بعيدًا عن الرقابة، وتضم شخصيات إعلامية وفنية.

ولم تُكشف هوية المذيعة بشكل رسمي، إلا أن التسريبات رجحت اسمها بين ثلاث شخصيات إعلامية كانت على خلاف مع القناة التي تعمل بها، ما ألقى بظلال من الشك على الوسط الإعلامي ككل.

6. لماذا تتورط بعض المذيعات في المخدرات؟

السؤال الأكثر تكرارًا في مثل هذه القضايا هو: لماذا تلجأ بعض الإعلاميات لتعاطي أو حتى الاتجار بالمخدرات؟ والإجابة على هذا السؤال تتطلب تحليلًا نفسيًا واجتماعيًا عميقًا.

بعض الأسباب المحتملة تشمل:

الضغط النفسي: الشهرة تجلب معها ضغوطًا كبيرة، وقد تلجأ بعض الشخصيات إلى المخدرات كوسيلة للهروب أو التهدئة.

الرغبة في الثراء السريع: في بعض الحالات، خاصة مع تراجع فرص العمل أو ضعف الأجور، قد يغري المال السريع المرتبط بتجارة المخدرات بعض الشخصيات.

البيئة المحيطة: العمل في مجالات مثل الإعلام والفن يجعل الشخص على احتكاك بعوالم السهر والحفلات، والتي قد تكون مدخلًا إلى هذا العالم.

الشهرة المفرطة والثقة الزائدة بالنفس: بعض الشخصيات الشهيرة تشعر أنها “فوق القانون”، أو أن صورتها الإعلامية تحميها من المساءلة.

7. تأثير هذه القضايا على ثقة الجمهور

عندما تتورط إعلامية في قضية مخدرات، فإن الضرر لا يصيبها وحدها، بل يمتد إلى الوسط الإعلامي ككل. الجمهور، الذي وثق بها كناقل للمعلومة أو الموقف أو الترفيه، يجد نفسه أمام صدمة، ما يؤدي إلى تراجع الثقة في الإعلام، وخصوصًا في الشخصيات الفردية.

كما أن هذه القضايا تفتح المجال أمام حملات سلبية على منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤدي غالبًا إلى “إعدام مهني” للمذيعة المتورطة، حتى لو ثبت لاحقًا براءتها.

8. ما المطلوب لمواجهة الظاهرة؟

لمواجهة هذه الظاهرة، لا يكفي الاعتماد فقط على العقوبات القانونية. بل من المهم:

تفعيل الرقابة على المؤسسات الإعلامية، ومراجعة السلوك العام للعاملين فيها.

تعزيز برامج الدعم النفسي داخل القنوات، خاصة للعاملين في الوظائف المعرضة للضغوط.

رفع الوعي بالقانون والتبعات الاجتماعية للتورط في قضايا مخدرات.

تشجيع الإعلام النزيه على كشف هذه الوقائع دون التشهير أو الشماتة.

القبض على سارة خليفة أعاد إلى الواجهة قضية حساسة طالما كانت مسكوتًا عنها: تورط إعلاميات في قضايا مخدرات. ومهما كانت نتائج التحقيقات الجارية معها، فإن هذه الوقائع تكشف عن ضرورة إعادة النظر في المنظومة الإعلامية، وتحديدًا في طريقة إعداد المذيعات وتأهيلهن للتعامل مع ضغوط المهنة والشهرة.

في النهاية، تبقى العدالة هي الفيصل، لكن لا بد أن يكون لدينا وعي دائم بأن الشهرة ليست ضمانًا للنزاهة، وأن الكاميرا لا تُظهر دائمًا ما يدور خلف الكواليس.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *