الفاتيكان , تسلّط الأضواء العالمية اليوم على دولة الفاتيكان، وتحديداً على كاتدرائية القديس بطرس في روما، مع بدء أحد أكثر الطقوس الدينية سريةً وغموضًا في العالم: انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، بعد وفاة البابا فرانسيس الذي قاد الكنيسة على مدى 12 عامًا.

الفصل الأول: من وفاة بابا الفاتيكان إلى إعلان “الكرسي الشاغر”
مع إعلان وفاة البابا فرانسيس صباح الاثنين، بدأت الكنيسة الكاثوليكية فترة تُعرف باسم “الكرسي الشاغر”، وهي مرحلة انتقالية تُعنى بإدارة شؤون الكنيسة مؤقتاً لحين انتخاب خليفة جديد. يتولى الكاردينال الأميركي الأيرلندي، كيفن فاريل، مسؤولية هذه الفترة بصفته “الكاميرلينغو” أو مدير الشؤون الزمنية للكرسي الرسولي.
خلال هذه المرحلة، تُمنع سلطات مجمع الكرادلة من اتخاذ أي قرارات بابوية، ويقتصر دورهم على التحضير للانتخابات البابوية. الجدير بالذكر أن إعلان الوفاة اليوم أصبح أكثر بساطة مقارنة بما كان عليه في القرون الماضية، حين كان يُطرق على جبين البابا بمطرقة فضية ثلاث مرات للتحقق من الوفاة.

الفصل الثاني: مراسم الجنازة والحِداد
تبدأ الطقوس الجنائزية بمرحلة “نوفندياليس”، وهي تسعة أيام من الحداد يُقام خلالها قداس يومي. يُعرض جثمان البابا في كاتدرائية القديس بطرس للعزاء العام، ويُدفن ما بين اليوم الرابع والسادس بعد الوفاة. وقد أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حضوره الجنازة، وشارك في تقديم العزاء من خلال منشورات على منصته “تروث سوشيال”، كما نكّس العلم الأميركي احتراماً لذكراه.
من المتوقع أن تُنظم فعاليات تأبينية موازية في الأرجنتين، موطن البابا فرانسيس، الذي كان أول بابا من أميركا اللاتينية في تاريخ الكنيسة.

الفصل الثالث: مجمع الكرادلة وانتخاب بابا جديد لـ الفاتيكان
يبدأ انتخاب البابا في ما يُعرف بـ”الكونكلاف”، وهو اجتماع سري للكَرادلة دون سن الـ80 عامًا، يُعقد في كنيسة السيستين بعد مرور 15 إلى 20 يومًا من وفاة البابا. يُنقل الكرادلة إلى بيت القديسة مارتا، حيث يُمنعون من استخدام الإنترنت أو الهواتف أو الاطلاع على أي وسيلة إعلامية لضمان سرية الاختيار.
يُجرى التصويت أربع مرات يوميًا، وتُحرَق أوراق الاقتراع بعد كل جولة. الدخان الأسود يشير إلى فشل التصويت، أما الأبيض فيعلن اختيار البابا الجديد. على المرشح أن يحصل على الثلثى من الأصوات، ويُتم الإعلان عن فوزه بعبارة ” Habemus Papam ” من شرفة كاتدرائية القديس بطرس.
في حال لم يتمكن الكرادلة من الاتفاق بعد جولات كثيرة، يُسمح لهم باتخاذ تدابير لتسهيل الاختيار، وقد يُنتخب شخص ليس كاردينالاً شرط أن يكون معمدًا وغير متزوج، ويُرسم فورًا كأسقف.
خاتمة: عملية اختيار البابا ليست فقط طقسًا دينيًا، بل حدثًا عالميًا يتداخل فيه التاريخ، والروحانية، والسياسة. ومع وفاة البابا فرانسيس، تدخل الكنيسة الكاثوليكية مرحلة دقيقة من التأمل والقرار، بانتظار إعلان من سيقودها في المرحلة المقبلة من تاريخها العريق.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
لا تعليق