كشف المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة جاء بهدف حماية السكان من الأذى عند عودتهم إلى مناطقهم غير الآمنة. هذا التصريح يثير العديد من التساؤلات حول نوايا ترامب الحقيقية، وما إذا كان يسعى إلى إعادة توطين سكان غزة أو إعادة ترسيم الخارطة السياسية للمنطقة.
ترامب لم يخفِ في تصريحات سابقة رغبته في “الاستيلاء على قطاع غزة وتطويره”، وهو ما أثار موجة من الجدل حول طبيعة خطته، خاصة بعدما صرّح بأنه “لا يعتقد أن سكان غزة يجب أن يعودوا إلى القطاع”. هذه العبارات تعكس تصورًا جديدًا لمستقبل غزة، لا يقتصر فقط على إعادة الإعمار، بل يتجاوز ذلك إلى تغيير التركيبة السكانية والجغرافية، وهو أمر يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع.
“لا نريد تعريض سكان غزة للأذى”.. هل هي ذريعة للتهجير القسري؟
تصريحات ويتكوف جاءت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، حيث أكد أن المرحلة الأولى من الاتفاق صامدة، بينما تظل المرحلة الثانية أكثر تعقيدًا. وأوضح أن النقاشات مع المسؤولين الإقليميين مستمرة لتحديد مسار المرحلة المقبلة، والتي تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن.
لكن في الوقت نفسه، فإن حديثه عن “عدم تعريض سكان غزة للأذى” يحمل في طياته إشارة إلى احتمال نقلهم إلى مناطق أخرى، وهو ما يدعم فكرة أن خطة ترامب قد تشمل إفراغ القطاع من سكانه، في سيناريو مشابه لما حدث في نكبة 1948 عندما تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا.
نشر قوات أميركية في غزة.. خطوة نحو السيطرة أم حفظ السلام؟
ترامب لم يستبعد إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار غزة، وهي خطوة تعني أن واشنطن قد تتجه إلى فرض وصايتها على القطاع، مما يثير تساؤلات حول السيادة الفلسطينية في حال تم تنفيذ هذه الخطة.
إذا كان الهدف هو حماية السكان وإعادة الإعمار، فلماذا يتم الحديث عن إعادة توطينهم في مناطق أخرى؟ ولماذا لم يتم تقديم حلول تضمن بقاء الفلسطينيين في وطنهم مع توفير بيئة آمنة ومستقرة لهم؟
إيران في قلب المشهد.. هل يؤثر الملف النووي الإيراني على مستقبل غزة؟
لم تقتصر تصريحات ويتكوف على غزة فقط، بل أشار إلى أن “كل الطرق تؤدي إلى إيران عندما يتعلق الأمر بصراعات الشرق الأوسط”، مؤكدًا أن الرئيس ترامب لن يسمح لطهران بامتلاك السلاح النووي، مع الإشارة إلى أن الحل الدبلوماسي لا يزال قائمًا.
هذا التصريح يربط بشكل غير مباشر بين غزة وإيران، حيث تعتبر واشنطن أن إيران تدعم حماس والفصائل الفلسطينية، وبالتالي فإن أي حل لمستقبل غزة يجب أن يأخذ في الاعتبار النفوذ الإيراني في المنطقة. فهل يمكن أن يكون المقترح الأميركي جزءًا من مخطط أكبر لكبح نفوذ طهران في الشرق الأوسط؟
السعودية وروسيا وأوكرانيا.. ملفات متشابكة تؤثر على القضية الفلسطينية
ويتكوف كشف أيضًا عن زيارة مرتقبة إلى السعودية برفقة مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، لمناقشة القمة مع روسيا وبحث تداعيات الحرب في أوكرانيا. هذا التطور يعكس كيف أن القضية الفلسطينية لم تعد قضية منفصلة عن المشهد السياسي العالمي، بل باتت تتداخل مع التحالفات الدولية والصراعات الجيوسياسية الكبرى.
نقلاً عن : تحيا مصر
- متى تبدأ مناسك الحج وموعد الانتهاء لعام 2025 - 12 مارس، 2025
- لميس الحديدي تصدم المواطنين وتعلن رفع أسعار الوقود مرة أخرى في هذا الموعد - 12 مارس، 2025
- خالد الغندور يكشف موعد الإعلان عن عقوبات الأهلي بعد الانسحاب أمام الزمالك - 12 مارس، 2025
لا تعليق