الفاتيكان , في مشهد مؤثر وحاشد، نُقلت رفات البابا فرنسيس، الذي وافته المنية في يوم إثنين الفصح، من مقر إقامته في بيت القديسة مارتا إلى بازيليك القديس بطرس، لتُتاح للمؤمنين فرصة إلقاء النظرة الأخيرة عليه وتكريمه قبل الجنازة المقررة يوم السبت. هذا الحدث الذي جمع آلاف الأشخاص من مختلف بقاع العالم، اتسم بروحانية عالية ومراسم تقليدية عريقة تُجسد احترام الكنيسة الكاثوليكية لقادتها الراحلين.

موكب جنائزي مهيب يلفه التأمل والصلاة لبابا الفاتيكان
بدأت المراسم بصلاة افتتاحية أُقيمت في كابلة بيت القديسة مارتا، تلاها موكب جنائزي مهيب شارك فيه الكرادلة والبطاركة، وعلى رأسهم الكاردينال كيفن فاريل، بمرافقة المونسنيور دييغو رافيلي، رئيس الاحتفالات الليتورجية البابوية. وقد حمل حراس الكرسي الرسولي نعش البابا على أكتافهم، مارّين بطريق الساكريستيا وساحة الشهداء الرومان، وصولاً إلى بازيليك القديس بطرس عبر قوس الأجراس.
وفي لحظة عاطفية، استُقبل النعش بتصفيق حار من نحو عشرين ألف شخص احتشدوا في الساحة، ليعبروا عن حزنهم العميق وامتنانهم للبابا الراحل. وعند دخول الموكب إلى البازيليك، وُضع النعش أمام مذبح الاعتراف، حيث بدأ الزوار في تقديم احترامهم في صمت reverent.

كسر الخاتم البابوي: طقس رمزي لإعلان نهاية سلطة البابا
من الطقوس المهمة التي تلت إعلان الوفاة، كان كسر الخاتم البابوي، والذي يتم على يد الكاردينال كاميرلينغو، في إجراء رمزي يُعلن رسميًا نهاية حكم البابا. يُعرف هذا الخاتم باسم “خاتم الصياد”، ويُمنح لكل بابا عند تنصيبه، ويحمل نقشًا يجمع بين اسم البابا وصورة القديس بطرس وهو يرمي شبكته، في إشارة رمزية إلى كون البابا خليفة بطرس الرسول.
ورغم أن استخدام الخاتم كختم رسمي توقف منذ عام 1842، إلا أنه لا يزال يُمثل رمزًا قويًا للسلطة البابوية. وعند وفاة البابا، يُكسر الخاتم بمطرقة فضية صغيرة، ليس فقط للإعلان عن انتهاء السلطة، بل لمنع أي تزوير أو استغلال لختمه بعد وفاته.

مرحلة “الكرسي الخالي” وانتظار بابا جديد لـ الفاتيكان
بكسر الخاتم البابوي، تدخل الكنيسة الكاثوليكية في ما يُعرف بـ”الكرسي الخالي” أو Sede Vacante، وهي المرحلة الانتقالية التي تسبق انتخاب بابا جديد. خلال هذه الفترة، يُدار من قبل الكاردينال كاميرلينغو والمجمع الكرادلة حتى عقد مجمع انتخابي جديد.
وقد تغيرت بعض تفاصيل هذا الطقس في عام 2013، عندما استقال البابا بنديكتوس السادس عشر، حيث لم يُكسر الخاتم بل وُضع عليه صليب عميق. أما الآن، ومع وفاة البابا فرنسيس، يُثار التساؤل حول ما إذا كانت التقاليد القديمة ستُحترم بالكامل أم سيُدخل عليها تعديلات جديدة تعكس روح العصر.
في النهاية، يبقى وداع البابا فرنسيس لحظة تاريخية تجمع بين القداسة، والرمزية، والعاطفة، وترمز إلى نهاية فصل وبدء فصل جديد في حياة الكنيسة الكاثوليكية.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
لا تعليق