على رأسها القضية الفلسطينية.. وزير الداخلية يؤكد على دور مصر في دعم التعاون الأمني العربي


ألقى اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، كلمته خلال اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب، حيث استعرض أبرز التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة العربية، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون الأمني المشترك لمجابهة الإرهاب والجريمة المنظمة والتطورات المتسارعة في الجرائم السيبرانية.

استهل وزير الداخلية كلمته قائلاً: “بسم الله الرحمن الرحيم، معالي خالد النوري، وزير داخلية الجمهورية التونسية، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير داخلية المملكة العربية السعودية، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، معالي الشيخ عبد الله علي عبد الله الصباح، وزير الدفاع بدولة الكويت، رئيس الدورة الثانية والأربعين للمجلس، معالي الدكتور محمد بن علي كومان، أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب، يشرفني أن أنقل إليكم تحيات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وتمنياته للمجلس بالتوفيق في تحقيق أهدافه وتعزيز العمل الأمني العربي المشترك.”

وأكد وزير الداخلية أن الاجتماع يُعقد في ظل تحديات غير مسبوقة تواجه الدول العربية، في ظل تصاعد التوترات والصراعات التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، مما يستوجب تعزيز التعاون الأمني وتوحيد الجهود لحماية مقدرات الدول العربية وشعوبها.

كما شدد على موقف مصر الراسخ في رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الشعب الفلسطيني، محذرًا من خطورة مثل هذه الأفكار على استقرار المنطقة. وأكد أن مصر متمسكة بالحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية ورفض التدخلات الخارجية التي تهدد سيادة الدول.

مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة

وأشار وزير الداخلية إلى أن الإرهاب لا يزال يمثل التحدي الأكبر للدول العربية، في ظل استمرار التنظيمات الإرهابية في استغلال الأوضاع الأمنية غير المستقرة لإعادة تمركزها، واستخدام التقنيات الحديثة لنشر الفكر المتطرف. كما أوضح أن هذه الجماعات تلجأ إلى أساليب مثل “الذئاب المنفردة” لنشر الفوضى وارتكاب الجرائم، بالتزامن مع حملات مكثفة لنشر الشائعات واستقطاب الشباب لاستهداف مقدرات دولهم.

ودعا إلى ضرورة تكثيف التعاون الأمني العربي من خلال تبادل المعلومات والتنسيق المستمر لمكافحة الإرهاب، وتقويض قدرات الجماعات المتطرفة وتجفيف منابع تمويلها.

كما أشار إلى تزايد خطر الجريمة المنظمة العابرة للحدود، خاصةً تهريب المخدرات والأسلحة والهجرة غير الشرعية، مؤكدًا أن هذه الجرائم باتت مرتبطة بعمليات غسل الأموال وتهديد الأمن الاقتصادي والاجتماعي للدول.

وفي هذا السياق، أوضح أن مصر أنشأت مقرًا جديدًا لمكافحة المخدرات والأسلحة غير المرخصة، كما استحدثت المركز المصري الدولي للتدريب على مكافحة المخدرات، المجهز بأحدث التقنيات لتأهيل الكوادر الأمنية العربية وتبادل الخبرات في هذا المجال.

 

التحديات السيبرانية وتكنولوجيا المعلومات

كما تطرق وزير الداخلية إلى التحديات الناجمة عن التطورات السريعة في تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى تصاعد الجرائم الإلكترونية مثل القرصنة، الاحتيال المالي، غسل الأموال، ونشر الفكر المتطرف عبر الإنترنت.

 

وأكد أن مصر استحدثت مركز العمليات الأمنية، الذي يعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمواكبة التطورات المتلاحقة في الجرائم الإلكترونية ودعم عمليات اتخاذ القرار الأمني، معربًا عن استعداد وزارة الداخلية المصرية للتعاون مع الدول العربية في هذا المجال من خلال تبادل الخبرات والبرامج التدريبية.

 

تعزيز حقوق الإنسان والإصلاح المؤسسي

وفي إطار جهود تطوير المنظومة الأمنية، أكد وزير الداخلية أن مصر تحرص على تعزيز معايير حقوق الإنسان في المؤسسات الشرطية، مشيرًا إلى أن التجربة المصرية في تطبيق العدالة الإصلاحية أصبحت نموذجًا يحتذى به، حيث تم تحويل المؤسسات العقابية إلى مراكز إصلاح وتأهيل تهدف إلى إعادة دمج المحكوم عليهم في المجتمع بعد انتهاء مدة العقوبة.

 

كما رحب بالتعاون مع الدول العربية في هذا المجال، واستقبال وفود للاطلاع على التجربة المصرية في الإصلاح المؤسسي والعدالة الجنائية.

 

التعاون العربي المشترك

وأشار وزير الداخلية إلى الدور الفاعل لمجلس وزراء الداخلية العرب في تعزيز التعاون الأمني العربي، مستعرضًا الجهود المصرية في هذا المجال، حيث استضافت الوزارة: كما نظمت الوزارة 66 دورة تدريبية وورشة عمل بمختلف مجالات العمل الأمني، بمشاركة 625 متدربًا من الدول العربية، بالإضافة إلى تقديم 228 منحة دراسية للكوادر الشرطية العربية في كليات الشرطة المصرية، وتفعيل نظام التعليم عن بُعد لإتاحة الفرصة لعدد أكبر من الدارسين للاستفادة العلمية.

 

كلمة ختامية

وفي ختام كلمته، وجه وزير الداخلية الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير داخلية المملكة العربية السعودية، على دعمه المتواصل للمجلس، كما تقدم بالشكر إلى معالي الشيخ عبد العزيز بن فيصل آل ثاني، وزير الدولة للشؤون الداخلية بدولة قطر، على جهوده خلال رئاسته للدورة السابقة للمجلس.

كما أعرب عن تمنياته بالتوفيق لمعالي الشيخ عبد الله علي عبد الله الصباح، وزير الدفاع بدولة الكويت، في قيادته للدورة الحالية، مشيدًا بجهود الدكتور محمد بن علي كومان، الأمين العام للمجلس، في تطوير وتفعيل آليات العمل المشترك.

وأكد في ختام كلمته التزام مصر بدعم وتعزيز التعاون الأمني العربي لمواجهة التحديات الراهنة، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *