حارب مع الروس..مقتل ابن مسؤولة استخبارات أميركية في أوكرانيا


في حادثة أثارت جدلًا واسعًا وألقت بظلال من الغموض على علاقة بعض الأميركيين بالحرب في أوكرانيا، أفادت وسائل إعلام روسية بأن مايكل ألكسندر غلوس، ابن نائبة مدير الابتكار الرقمي في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، قد قُتل أثناء قتاله في صفوف القوات الروسية شرقي أوكرانيا.

النبأ جاء ليفجر عاصفة من التساؤلات حول الدوافع والتحولات التي دفعت شابًا أميركيًا من عائلة استخباراتية بارزة إلى حمل السلاح ضد حلفاء بلاده التقليديين.

تفاصيل مقتل مايكل غلوس: الرحلة الأخيرة شرق أوروبا

وفق ما نقلته منصات إعلامية روسية، لقي غلوس حتفه في الرابع من أبريل 2024، أثناء معارك ضارية قرب مدينة سوليدار، وهي منطقة استراتيجية شهدت معارك دموية بين الروس والقوات الأوكرانية.

وذكرت عائلته، في نعي نشرته دون الإشارة إلى روسيا أو أوكرانيا، أن مايكل “كان يصنع رحلته البطولية الخاصة حين قتل بشكل مأساوي”.
 

وبحسب تحقيق موقع “آي ستوريز” الاستقصائي، وقع غلوس عقدًا رسميًا مع الجيش الروسي في سبتمبر 2023، وانضم لاحقًا إلى وحدات الهجوم الخاصة، وهي الوحدات التي تتصدر الخطوط الأمامية.

من لاعب كرة قدم إلى مقاتل مع الروس

قبل أن يتورط في أتون الحرب، كان مايكل غلوس لاعب كرة قدم متميزًا في المدرسة الثانوية، ينحدر من عائلة عسكرية. وُلد في بيئة أميركية محافظة، لكنه مع مرور الوقت بدأ يتبنى أفكارًا أكثر راديكالية تجاه سياسات بلاده.

كان غلوس نشطًا في قضايا البيئة والمساواة بين الجنسين أثناء دراسته الجامعية، قبل أن يتجه تدريجيًا نحو معارضة شديدة لسياسات واشنطن، خاصة دعمها لإسرائيل خلال الحرب الأخيرة على غزة.

التحول الجذري: من الإغاثة الإنسانية إلى ساحة المعركة

في 2023، سافر غلوس إلى هاتاي التركية للمشاركة في جهود الإغاثة بعد الزلزال المدمر. هناك، وسط ركام الكارثة، بدأ يتحول غضبه الداخلي تجاه سياسات بلاده إلى قرار بالانشقاق الكامل.

بحسب شهادات أصدقائه، كان غلوس مفتونًا بمقاطع الفيديو التي تروج لنظريات المؤامرة، وتأثر بشدة بالخطاب الداعم لفكرة “العالم المتعدد الأقطاب” الذي تتبناه روسيا.

وسرعان ما حصل على تأشيرة سفر إلى موسكو، حيث انضم إلى الجيش الروسي بعقد رسمي قبل انتهاء صلاحية أوراقه.

على صفحته في شبكة “فكونتاكت” الروسية، وصف مايكل نفسه بأنه “مؤيد لعالم متعدد الأقطاب” و”معارض للفاشية”، وأعلن حبه “لوطنه الجديد”، في إشارة إلى روسيا.

شخصيته، وفق شهادات مقربين، بدت خليطًا بين المراهقة السياسية والرغبة في مغامرة مميتة، مع غضب متراكم تجاه السياسات الأميركية والدور الدولي لبلاده.

صمت رسمي أميركي وتحقيقات مرتقبة

حتى الآن، لم تصدر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أي تعليق رسمي على مقتل نجل واحدة من قياداتها.

لكن مراقبين يرجحون أن القصة قد تفتح تحقيقًا داخليًا موسعًا حول كيفية تحول ابن مسؤولة رفيعة إلى مقاتل في صفوف عدو محتمل للولايات المتحدة.

 

 


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجي

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *