أول مسمار في نعش دونالد ترامب ضربة حادة للاقتصاد الأمريكي بسبب الرسوم الجمركية المبالغ فيها

على خلاف التوقعات التي كان يأمل بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمتعلقة بتحقيق مكاسب كبيرة وسريعة من الرسوم الجمركية المرتفعة بجانب محاولاته تعزيز الهيمنة الاقتصادية على دول العالم، جاءت نتائج تلك السياسة عكس توقعاته وتسببت في تداعيات لم تكن ضمن حساباته.

الخطة تتعلق بشراكة استراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وتكتل تجاري آسيوي

جراء هذه الرسوم الجمركية، تم تحفيز خطة كانت قد تعثرت سابقاً لتأسيس شراكة استراتيجية تجمع الاتحاد الأوروبي مع تكتل تجاري كبير في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفقاً لتصريحات مسؤولين أوروبيين ودبلوماسيين رفيعي المستوى.

عودة “دونالد ترامب ” إلى السلطة أعادت إلى الواجهة تلك الخطة المتعثرة لتعميق التعاون بين الاتحاد الأوروبي وذلك التكتل التجاري الرئيسي في المنطقة، في ظل تأكيدات مسؤولين داخل الاتحاد ودبلوماسيين على أهمية التحرك المشترك.

رسوم دونالد ترامب الجمركية: دعم للاقتصاد الأمريكي أم بداية للتحديات؟

أثار فرض الرسوم الجمركية من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي يصفها البعض بأنها غير محسوبة بعناية، اهتماماً متزايداً تجاه اتفاقيات تجارية مثل “الاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة عبر المحيط الهادئ” (CPTPP) ومساعي تعزيز التعاون مع بروكسل. جاء هذا بعد إعلان دونالد ترامب في أبريل عن فرض تعريفات جمركية تحت شعار «يوم التحرير».

أوضح مسؤول في المفوضية الأوروبية أن المناقشات لا تزال في مراحلها الأولية، لكنه أشار إلى أن الأطراف المعنية بدأت النظر بجدية في إمكانية إقامة تعاون منظم مع مجموعة الشراكة عبر المحيط الهادئ.

في السياق ذاته، أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز في أبريل الماضي، أن الاتحاد الأوروبي وشركاءه يسعون للتعاون لوضع قواعد تضمن التجارة العادلة على مستوى عالمي بما يخدم مصلحة الجميع. كما دعت إلى استغلال الاضطرابات الحالية لإعادة تقييم دور وأداء منظمة التجارة العالمية، والعمل على تعزيز التعاون المشترك لتحقيق إصلاحات فعالة.

إعادة فتح بروكسل للانفتاح على شراكات جديدة تشمل مجالات مثل التجارة الرقمية وتجارة السلع تعكس تحولاً مهماً في سياسات الاتحاد الأوروبي. وفقاً لمسؤولين من الطرفين، تهدف هذه الخطوة إلى تغطية اقتصادات تشكل حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. كما أنها ترسل إشارة واضحة إلى أن غالبية الدول الفاعلة في النظام التجاري العالمي ما زالت ملتزمة بدعم نظام قائم على القواعد، والذي تأثر بشكل ملحوظ بفعل سياسات التعريفات الجمركية التي انتهجتها إدارة ترامب.