قصة القديس إيسيذوروس الفرمي الكنيسة تحتفل اليوم بتذكار نياحته


اليوم تحتفل الكنيسة بذكرى نياحة القديس إيسيذوروس الفرمي (10 أمشير) الموافق 17 فبراير 2025. في مثل هذا اليوم، انتقل القديس الناسك والعالم الأنبا إيسيذوروس الفرمي إلى السماء. تعكس سيرته شخصية مشتعلة بنار المحبة، عاشقًا للوحدة والنسك، لكنه في الوقت نفسه كان يتميز بروح الحماسة والغيرة للعمل بقوة وشجاعة. تميز بتواصله الصادق والجريء مع الخدام وأصحاب المناصب المدنية والدينية، حيث كان يتحدث إليهم بمحبة وإخلاص، دون مجاملة أو تملق، مدافعًا عن الحق. حمل دائمًا روح التواضع بعيدًا عن أي مظهر من مظاهر الكبرياء.

القديس إيسيذوروس الفرمي
القديس إيسيذوروس الفرمي

قصة القديس إيسيذوروس الفرمي

وُلد القديس إيسيذوروس الفرمي في الإسكندرية حوالي عام 360 م، وينتمي بعلاقة قرابة إلى البابوين ثاوفيلس وكيرلس. نشأ متعلمًا اللغة اليونانية والعلوم الدنيوية جنبًا إلى جنب مع علوم الكنيسة، متحلياً بروح التواضع والنُسك والتقوى، مما جعله من أعلام عصره وأحد آباء الكنيسة الجامعة. وعندما أظهر الشعب رغبتهم في اختياره أسقفًا، فرّ إلى جبل الفرما قرب حدود مصر الشمالية الغربية، بجوار مدينة بيلوسيوس (التي تُعرف حاليًا باسم فرموس). ولهذا السبب أطلق عليه بعض الغربيين اسم إيسيذورس البيلوسيوتي. ويُذكر أن المنطقة شهدت في إحدى الفترات إقامة حوالي 500 راهب.

القديس إيسيذوروس الفرميالقديس إيسيذوروس الفرمي
القديس إيسيذوروس الفرمي

القديس إيسيذوروس الفرمي عاش في جبل الفرما متوحدًا

عاش القديس إيسيذوروس الفرمي في جبل الفرما ناسكًا متوحدًا، محبًا للصمت وميلًا للتأمل والصلاة، متعمقًا في دراسة الكتاب المقدس. اتسم بحياة زهد صارمة، حيث كان قاسيًا على جسده يمارس أصوامًا وتقشفات مكثفة. ورغم عزلته وصمته، اشتعل قلبه بغيرة عميقة لخلاص الجميع. بعد أن قَبِل الدرجة الكهنوتية، بدأ يكتب العديد من الرسائل الشخصية التي يوجهها إلى القيادات الكنسية والشخصيات البارزة، جامعًا بين الصراحة والمحبة. وقد وصل إلينا أكثر من ألفي رسالة تحمل بصمته. تميزت رسائله بحرارة قلبه واهتمامه بخلاص الآخرين، مما جعلها ذات تأثير كبير في حياة الكثيرين. كما يرى بعض الباحثين أنها تضاهي أعمال القديس يوحنا الذهبي الفم بقيمتها وروحانيتها.

القديس إيسيذوروس الفرمي

اطلع على كتابات القديس يوحنا الذهبي الفم وتأثر بها بشدة، خاصة كتابه “عن الكهنوت”، حتى اعتبر كأحد تلاميذه. دافع عنه بشجاعة أمام قريبه البابا ثاوفيلس، مما أثار غضب أعداء القديس يوحنا الذهبي الفم عليه، ووجهوا إليه العديد من الاتهامات وسببوا له مضايقات كبيرة. بعد وفاة البابا ثاوفيلس، بذل جهودًا مكثفة لإقناع خليفته، البابا كيرلس الكبير، ابن أخت البابا ثاوفيلس، بعظمة القديس يوحنا الذهبي الفم، حتى تمكن من إقناعه بإضافة اسمه إلى قائمة القديسين.

القديس إيسيذوروس الفرميالقديس إيسيذوروس الفرمي
القديس إيسيذوروس الفرمي

ذكرى نياحة القديس إيسيذوروس الفرمي

رافقت الأخوة الطويلة القامة، الذين تعرضوا للاضطهاد من قبل البابا ثاوفيلس، في رحلتهم إلى القسطنطينية حيث التقوا بذهبي الفم. كان معهم من يدافع عن العلامة أوريجانوس، مؤكدًا أن الاتهامات الموجهة إليه إنما هي أخطاء منسوبة إليه عن طريق الناسخين وليست أصيلة. وإذ كانت غيرته مقرونة بالشجاعة في تهذيب الآخرين، كتب إلى رئيسه أوسابيوس أسقف بيلوسيوس، خليفة الأنبا آمون، عندما لاحظ تصرفاته غير العادلة. بل تجاوز الأمر إلى كتابة رسالة إلى حاكم المنطقة يوبخه فيها على الظلم الذي مارسه وعدم احترامه حقوق الكنيسة. وكان له تأثير كبير أيضًا في التصدي للبدعة النسطورية. استمر في جهاده حتى انتقل بسلام حوالي عام 450 ميلادي.

نقلاً عن : صوت المسيحي الحر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *