في ظل جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج العربي، تتزايد التحليلات حول دلالات هذه الزيارة وتوقيتها، خاصة في ظل الأزمات المتفاقمة في المنطقة، من غزة إلى سوريا واليمن.
وفي تصريحات خاصة لموقع “تحيا مصر”، قدم الكاتب والمحلل السياسي السوري غسان يوسف قراءة معمقة للزيارة، معتبرًا أنها لا تهدف لتغيير قواعد اللعبة السياسية بقدر ما تعكس استمرار النفوذ الأميركي في الخليج، وسعي ترامب لتأمين مصالح بلاده الاقتصادية والعسكرية.
الهيمنة الأميركية في الخليج.. ليست جديدة
غسان يوسف أكد أن العلاقات الأميركية مع دول الخليج راسخة وممتدة منذ أكثر من قرن، مشيرًا إلى وجود قواعد عسكرية أميركية في كل دول الخليج بلا استثناء.
وأضاف أن واشنطن على تواصل دائم مع قادة الخليج، وتسعى من خلال هذه الزيارة إلى “الاطمئنان على استثماراتها وقواعدها ومكانتها في المنطقة”، مشددًا على أن هذا النفوذ لا يمثل جديدًا، بل هو امتداد لهيمنة بدأت منذ عقود طويلة.
ترامب وإسرائيل.. علاقات تحكمها أيباك
أما عن طبيعة العلاقة بين الرئيس ترامب وإسرائيل، فقال يوسف إنها ليست علاقة شخصية مع نتنياهو، بل علاقة استراتيجية تحكمها مصالح عليا وتحركها قوة اللوبي اليهودي في واشنطن، وتحديدًا لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية “أيباك”. ولفت إلى أن ترامب، مهما اختلف مع نتنياهو على مستوى شخصي، “لا يستطيع أن يتخذ موقفًا معاديًا لإسرائيل بسبب هذا اللوبي القوي”.
تحالف اقتصادي تحت شعار “ادفعوا المال”
المحلل السوري استعاد مشاهد علنية تحدث فيها ترامب بوضوح عن رغبته في “أخذ الأموال من الخليج”، مشيرًا إلى تصريحات سابقة له خلال لقاءاته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد، حيث طالبهم بدفع مبالغ ضخمة تجاوزت 500 مليار دولار.
وأوضح يوسف أن الخليج يمثل في نظر ترامب حاضنة للاستثمار ومصدرًا للتمويل، وهو ما تحرص واشنطن على الحفاظ عليه.
جولة ترامب وملفات الشرق الأوسط الساخنة
وعن انعكاسات الجولة على قضايا الإقليم، رأى يوسف أن ترامب يمارس ضغوطًا كبيرة لوقف القتال في غزة، لكنه أشار إلى أن قرار وقف إطلاق النار “لا يُتخذ داخل غزة”، بل يتحكم فيه أطراف إقليمية مثل تركيا، قطر، مصر، وقيادات حركة الإخوان المسلمين.
وأضاف المحلل السوري أن حماس “لا تملك قرارها المستقل، بل تتبع تعليمات صادرة من دول داعمة”.
سوريا ولبنان واليمن.. بين التصعيد والتطبيع
في الشأن السوري واللبناني، أوضح يوسف أن ترامب يسعى لإدخال هذين البلدين في اتفاقيات “أبراهام” للتطبيع مع إسرائيل، ضمن سياسة أميركية تهدف لخلق شرق أوسط جديد تتحكم فيه واشنطن وتل أبيب.
أما في اليمن، فقد أشار إلى أن ترامب “يدعم الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين”، متهمًا الجماعة بأنها “ذراع إيرانية في المنطقة”.
زيارة ترامب إلى الخليج، برأي غسان يوسف، ليست تحركًا عابرًا بل تأكيد على استمرار النهج الأميركي القائم على الهيمنة والمصالح الاقتصادية والعسكرية.
وبين ضغوط لوقف حرب غزة، وسعي لتوسيع دائرة التطبيع، يبدو أن الرئيس الأميركي يستخدم هذه الجولة لتعزيز أوراقه في ملفات الشرق الأوسط، دون نية حقيقية لتغيير قواعد اللعبة المعقدة.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق