سيرة القديسة هيلانة الملكة اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحتها

17 مايو، 2025

في مثل هذا اليوم من عام 327م، تنيحت القديسة هيلانة الملكة . وُلدت هذه القديسة في مدينة الرها حوالي عام 247م، لأبوين مسيحيين، ونشأت على التقوى والأخلاق الدينية. كانت تتميز بجمالها وحسن صورتها. صادف أن قسطنس، ملك البيزنطية، زار مدينة الرها وسمع عن جمالها وفضائلها، فتزوجها ورزقا بابنهما قسطنطين، الذي أصبح لاحقاً أول إمبراطور مسيحي.

نبذه عن القديسة هيلانة الملكة

عملت القديسة هيلانة الملكة على تربية ابنها قسطنطين تربية قائمة على الحكمة والأدب، وأعدّت قلبه لقبول الإيمان بالمسيح. وفي الوقت المحدد، ظهرت له علامة الصليب في السماء مكتوباً تحتها “بهذا تغلب”. وحينما حدث هذا، انتصر قسطنطين وآمن بالمصلوب، ليصبح أول إمبراطور روماني يعتنق المسيحية.

حلم القديسة هيلانة الملكة

فيما بعد، رأت القديسة هيلانة الملكة في حلم من يناديها قائلاً: “اذهبي إلى أورشليم وابحثي بدقة عن الصليب المجيد والأماكن المقدسة”. فأخبرت ابنها بالحلم، فأرسلها مع مجموعة من الجند إلى أورشليم. هناك شرعت بالبحث حتى وجدت عود الصليب الحقيقي كما اكتشفت الصليبين الآخرين اللذين صُلب عليهما اللصان. وللتأكد من الصليب الحقيقي للمسيح، شرح لها القديس أنبا مقاريوس، أسقف أورشليم، أنّ الصليب المكتوب أعلاه “هذا هو يسوع ملك اليهود” هو الصليب الأصيل. ثم طلبت هيلانة آية لتطمئن قلبها.

الصليب المقدس والمسامير

بتدبير إلهي، تزامن مرور جنازة أثناء بحثها، فوضعت الصليبين الآخرين على الميت ولم يحدث شيء. ولكن عندما وضعت الصليب الثالث، قام الميت في الحال. امتلأت هيلانة بالإيمان والفرح العظيم. بعد هذا الحدث المبارك، بدأت بتشييد الكنائس تكريماً للمسيحية وللمواقع المقدسة، كما هو مذكور تحت اليوم السابع عشر من شهر توت.

وعقب ذلك سلمت الأب مقاريوس المال المطلوب لإتمام البناء، كما أخذت الصليب المقدس والمسامير وعادت إلى ابنها الملك البار قسطنطين. فرحب الملك بالصليب ووضعه داخل غلاف مصنوع من الذهب ومزين بالأحجار الكريمة، كما استخدم بعض المسامير لوضعها في خوذته. عاشت هذه القديسة حياة مليئة بالرضا والسلام، وخصصت أوقافًا سخية لدعم الكنائس والأديرة والمحتاجين، إلى أن تنيحت عن عمر يناهز الثمانين عامًا.