زلزال مدمر .. في لحظاتٍ خاطفة، يتغير راحة الأرض إلى بلبلة هائلة، إذ تنقلب الحياة مَقلوب أسفل وطأة الارتجاجات الأرضية، فالزلازل ليست بحت اهتزازات أرضية عابرة، لكن فعاليات عظيمة قد تدع آثارًا عميقة في النفوس والمجتمعات، وتسفر عن ضياع الأرواح، وتهديم العمران وكسر الأحلام.

الارتجاجات الأرضية وتداعياتها الآدمية
ليست خطورة الارتجاجات الأرضية مقيدة في إتلاف المباني والبنية التحتية، إلا أن تطول لتلامس أعماق الإنسان، وتخترق نسيجه الاجتماعي والنفسي، فخلف كل انهدام هنالك حكايات لمنازل تحطمت، وعائلات تفككت، وقلوب انكسرت ، إنها لحظات شاقة تجرب إنسانيتنا، وتستدعي فينا أحاسيس الفزع، وفي ذات الوقت تبرز قدرتنا على التضامن والتكاتف في وجه الحوادث.

موقع مصر الجغرافي وعلاقته بالنشاط الزلزالي
تقع جمهورية مصر العربية خارج مدى الأحزمة الزلزالية النشطة دوليًا، مثل حزام المحيط الهادئ أو الحزام الزلزالي الفسيح عبر مناطق جبلية الألب والهيمالايا، ومع ذاك فإن قرب جمهورية مصر العربية من أنحاء نشطة زلزاليًا مثل خليج العقبة، وخليج السويس، والبحر الأحمر يجعلها عرضة لنفوذ قليل من الهزات الأرضية المتوسطة الشدة التي تتم في هذه الأنحاء المتاخمة.
الزلازل الأخيرة وتأثيرها على مصر
شهدت جمهورية مصر العربية مرجأًا إحساس المدنيين بعدد من الزلازل، بل جميع تلك الارتجاجات الأرضية كان أصلها خارج الأراضي المصرية. مثال على ذلك، شعر قليل من الأهالي بهزة أرضية وقعت في ساعات الصباح، كان مركزها في تركيا، وزلزال أحدث منبعه في جنوب جزيرة كريت المناسبة في البحر المتوسط، وهي مكان معروفة كثيرا نشاطها الزلزالي، وغالبًا ما تكون مثل تلك الهزات الأرضية غير مدمرة لمصر ولا تشكل خطورًا مباشرا على البلاد.

هل يمكن التنبؤ بوقوع زلزال مدمر؟
يؤكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن التنبؤ الدقيق في وقت سقوط الهزات الأرضية وجّه غير محتمل حتى اليوم، ويُعد النشاط الزلزالي المتتابع شرقي البحر الأبيض ظاهرة طبيعية ترصدها الشبكة القومية للزلازل على طوال الوقت باهتمام عالية، الأمر الذي يأخذ دورا في استكمال النشاط الأرضي وتحليله على نحو متواصل.

هل جمهورية مصر مهددة بزلزال عظيم؟
يطمئن المختصون على أن مصر تُعد مساحة آمنة نسبيًا من إذ احتمال تعرضها لزلزال مدمر، مضاهاة بالمناطق الحادثة فورا على الأحزمة الزلزالية، وحسب إفادات سابقة لرئيس قسم الهزات الأرضية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن جمهورية مصر العربية ليست على مجرى مباشر لنشاط زلزالي خطير، وعلى الرغم من أن الدفاتر التاريخية توميء إلى فرصة حدوث نشاط زلزالي ذو بأس في قليل من الآونة البعيدة، بل الارتجاجات الأرضية التي شعر بها المواطنون خلال الفترة الأخيرة ليست مؤشرًا على اقتراب حادثة زلزالية كبرى، إذ أن أغلبها نتج عن نشاط زلزالي خارجي لا يشكل ابتزازًا حقيقيًا على الأراضي المصرية.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
- ترحيب رسمي بقرار الدولة المراقب رغم معارضة الاحتلال - 7 يونيو، 2025
- منحة العمالة غير المنتظمة 2025.. رابط التسجيل وشروط الاستحقاق - 7 يونيو، 2025
- ذبح ٢٢٠٢ أضحية للمواطنين بمجازر المحافظة خلال اليوم الأول والثاني لعيد الأضحى المبارك - 7 يونيو، 2025
لا تعليق