في تحول استراتيجي لافت، أعلنت مجموعة فاجنر الروسية الخاصة عن انسحابها من مالي بعد ثلاث سنوات ونصف من العمليات العسكرية ضد الجماعات المتشددة.
يأتي هذا القرار في وقت يشهد فيه البلد الإفريقي تصاعدًا في الهجمات المسلحة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة.
فاجنر تعلن انتهاء مهمتها في مالي
أفادت مجموعة فاجنر عبر قناتها على تطبيق تليجرام بأنها أكملت مهمتها في مالي بنجاح، مشيرة إلى أنها أعادت جميع المراكز الإقليمية إلى سيطرة المجلس العسكري المالي وطردت القوات المتشددة وقتلت قادتها، لم توضح المجموعة خططها المستقبلية بعد الانسحاب.
تصاعد الهجمات المسلحة في مالي
يأتي إعلان فاجنر في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شهدتها مالي في الأسابيع الأخيرة.
فقد أعلن متمردو الطوارق عن انتصار كبير على الجيش المالي وحلفائه الروس في بلدة تينزاواتن، مؤكدين أنهم دمروا قوات العدو واستولوا على معدات عسكرية وأسروا بعض الناجين من صفوف فاجنر.
كما أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مسؤوليتها عن هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 100 جندي مالي وعدد من المرتزقة الروس.
الفيلق الإفريقي: البديل الروسي الجديد
على الرغم من انسحاب فاجنر، فإن النفوذ الروسي في مالي لا يبدو أنه سيتراجع. فقد تم تشكيل “الفيلق الإفريقي” بدعم من وزارة الدفاع الروسية، ليحل محل فاغنر في تقديم الدعم العسكري للمجلس العسكري المالي.
يُتوقع أن يركز الفيلق الجديد على التدريب وتوفير المعدات، مع تقليل الانخراط المباشر في القتال ضد الجماعات المتشددة.
تحولات في التحالفات الدولية
شهدت مالي في السنوات الأخيرة تحولات جذرية في تحالفاتها الدولية.
فبعد الانق..لابين العسكريين في 2020 و2021، طردت الحكومة المالية القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة، واستبدلتها بمقاتلين روس. وفي أغسطس 2024، أعلنت مالي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا بعد اتهامها بالتورط في هجمات ضد الجيش المالي وفاغنر.
مستقبل مالي بين التحديات والفرص
يطرح انسحاب فاجنر وتسليم المهام للفيلق الإفريقي تساؤلات حول مستقبل الأمن في مالي.
فبينما تسعى روسيا لتعزيز نفوذها في المنطقة، يواجه المجلس العسكري المالي تحديات كبيرة في مواجهة الجماعات المتشددة والانفصاليين. يبقى السؤال: هل ستتمكن مالي من تحقيق الاستقرار في ظل هذه التحولات؟
يمثل انسحاب فاجنر من مالي نهاية فصل دموي في تاريخ البلاد، وبداية مرحلة جديدة من النفوذ الروسي عبر الفيلق الإفريقي.
في ظل التحديات الأمنية والسياسية المتزايدة، يبقى مستقبل مالي معلقًا بين تطلعات الاستقرار ومخاطر الانقسام والتصعيد.
نقلاً عن : تحيا مصر
- نستهدف زيادة أعداد الطلاب الوافدين في مصر خلال 2025 - 7 يونيو، 2025
- دعوة لوقف العدوان على غزة والاعتراف بدولة فلسطين - 7 يونيو، 2025
- خطة متكاملة لمواجهة الكثافات وإلغاء الفترات المسائية خلال عامين - 7 يونيو، 2025
لا تعليق