في أعماق البحر، وتحديدًا غرب الدلتا، تدور معركة من نوع آخر لا يُسمع فيها صوت المدافع، بل ضجيج منصات الحفر وعقول لا تهدأ تبحث عن كنوز مدفونة تحت قشرة الأرض، وسباق مع الزمن تقوده وزارة البترول المصرية، ليس للترف أو المجد، بل لتأمين طاقة وطن، وتقليل فواتير الاستيراد، واستعادة مجد مصر كمركز إقليمي للطاقة، وهي حرب من نوع خاص، عنوانها “كل بئر تُكتشف، خطوة نحو الاستقلال”.
خطة طموحة ترتكز على استكشاف مكامن جديدة
تسارع وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية خطاها نحو تعظيم إنتاج الغاز الطبيعي، عبر خطة طموحة ترتكز على استكشاف مكامن جديدة، وتنمية الحقول الحالية، وتنفيذ مشروعات بنية تحتية شاملة، في ظل ضغوط محلية ودولية لتأمين احتياجات الطاقة، تبدو مصر عازمة على مضاعفة جهودها للحفاظ على موقعها كمركز إقليمي للطاقة في منطقة الشرق الأوسط.
في مقدمة هذه الجهود، يعمل المهندس كريم بدوي وزير البترول على دفع استراتيجيات الإنتاج قدمًا، بزيارات ميدانية مستمرة للحقول، وإشراف مباشر على تنفيذ المشروعات.
وأكد بدوي أهمية إدراج الاكتشافات غير المنماة في أسرع وقت، لما لها من أهمية في دعم الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد.
خمس مشروعات تنموية وبدء تشغيل 8 آبار جديدة
وقد نجحت الوزارة خلال النصف الأول من العام المالي 2024/2025 في تنفيذ خمس مشروعات تنموية وبدء تشغيل 8 آبار جديدة، بمعدلات إنتاج بلغت 275 مليون قدم مكعب غاز يوميًا و7 آلاف برميل متكثفات.
كما تخطط الوزارة في النصف الثاني من نفس العام لإضافة 14 بئرًا جديدة بإجمالي استثمارات 845 مليون دولار، ورفع الإنتاج إلى 475 مليون قدم مكعب يوميًا.
وعلى صعيد العام المالي المقبل 2025/2026، تستهدف الوزارة تنفيذ سبعة مشروعات جديدة، مع تشغيل 24 بئرًا تنموية، بقدرات إنتاجية أولية تصل إلى 630 مليون قدم مكعب يوميًا، إلى جانب 7000 برميل متكثفات، بإجمالي استثمارات 1.24 مليار دولار.
المخطط حفر 17 بئرًا استكشافية في دلتا النيل والبحر المتوسط باستثمارات تبلغ 434 مليون دولار
في الوقت نفسه، تتواصل أعمال الحفر الاستكشافي، حيث تم الانتهاء من حفر سبع آبار جديدة وجار تنفيذ المزيد، ومن المخطط حفر 17 بئرًا استكشافية في دلتا النيل والبحر المتوسط باستثمارات تبلغ 434 مليون دولار.
أما في مجال البنية التحتية، فقد شهدت الشبكة القومية للغاز تطورات كبيرة، حيث بلغ طولها أكثر من 104 آلاف كيلومتر، ويتم تشغيلها بتكنولوجيا SCADA الحديثة، كما تم الانتهاء من تنفيذ 617 شبكة داخلية للغاز ضمن مبادرة “حياة كريمة”، وضخ الغاز فعليًا إلى 570 قرية.
في جانب توصيل الغاز للمنازل، تستهدف الوزارة توصيل الخدمة إلى 700 ألف وحدة سكنية بنهاية العام، وترتفع إلى 800 ألف وحدة في 2025/2026، أما القطاع الصناعي، فتم توصيل الغاز إلى 100 مصنع، ومن المخطط توصيل 75 مصنعًا إضافيًا العام المقبل.
وفي إطار مشروع التحول لاستخدام الغاز المضغوط كوقود للمركبات، تم تحويل 90 ألف سيارة خلال عام 2024/2025، ومن المتوقع رفع العدد إلى 165 ألفًا في العام المقبل، كما تم إنشاء 60 محطة تموين جديدة، مع خطط لإضافة 30 محطة أخرى في 2025/2026.
وتواصل شركات البترول العالمية، مثل شل وبتروناس، العمل جنبًا إلى جنب مع شركات مصرية لتطوير مشروعات الغاز، أبرزها في غرب الدلتا العميق، باستخدام تقنيات حديثة مثل المسح السيزمي رباعي الأبعاد، الذي يقلل من المخاطر ويرفع احتمالات اكتشاف حقول جديدة.
كل تلك الخطوات تؤكد أن مصر تخوض معركة الغاز بخطط واضحة، واستثمارات ضخمة، وتكنولوجيا حديثة، في سبيل تأمين احتياجات المستقبل وتعزيز أمن الطاقة القومي.
نقلاً عن : تحيا مصر
- كيفية استخراج بدل فاقد لكارت شحن عداد الكهرباء مسبوق الدفع - 9 يونيو، 2025
- تنسيق الجامعات 2025.. 6 كليات تشترط اختبارات القدرات - 9 يونيو، 2025
- قائمة أسعار اللحوم المستوردة والبلدية اليوم الإثنين 9 يونيو في الأسواق - 9 يونيو، 2025
لا تعليق