طهران شهدت الساعات الأولى من صباح الثلاثاء حركة نزوح جماعية، حيث تدفق آلاف المواطنين عبر قوافل متجهة شمالاً هرباً من التصعيد الأخير للضربات الجوية الإسرائيلية. هذه الهجمات أثارت موجة من القلق والخوف بين السكان، وفقاً لتقرير نشرته وكالة رويترز.
الايرانيين يهربون من طهران
المشهد في إيران يعكس تداعيات تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا بشكل صريح إلى “إخلاء العاصمة طهران فوراً”، محذراً من وقوع أحداث كارثية بعد هذا الإخلاء. في السياق ذاته، وجهت القوات الإسرائيلية رسائل تهديد إلى المدنيين الإيرانيين تطالبهم بمغادرة مناطق محددة تمهيداً لعمليات استهداف مرتقبة، مما دفع العديد من العائلات إلى مغادرة العاصمة.

حالة الازدحام الشديد فى طهران
تقارير إعلامية وثّقت حالة الازدحام الشديد في وسط المدينة وعلى الطرق الرئيسية المؤدية إلى المناطق الشمالية مثل جبال ألبرز وساحل بحر قزوين. هذه المناطق الجبلية والباردة تُعتبر أقل عرضة للخطر، ما جعلها الوجهة المفضلة للنازحين. ومع ذلك، تفاقمت الأزمة بسبب نقص الوقود وتراجع خدمات الإنترنت، مما زاد من الضغط على السكان وشل حركة التنقل. مشاهد الطوابير الطويلة أمام المحطات، والسيارات العالقة لساعات في الطرق السريعة، أصبحت جزءاً من المشهد اليومي، ممّا ساهم في بطء عمليات الإجلاء وزيادة الحوادث المرورية.

تهديدات عسكرية
الأسر النازحة تواجه تحديات إنسانية متزايدة في ظل تهديدات عسكرية واسعة النطاق. بعض العائلات تمكنت من العثور على مأوى مؤقت في الفنادق الريفية أو لدى شركات الضيافة في المناطق القريبة، إلا أن هذه المرافق تعاني باستمرار من ازدحام شديد وعدم القدرة على استيعاب المزيد من النازحين.
عائلة واحدة التقت بها فرق الإعلام كانت في طريقها إلى محافظة مازانداران الواقعة على بعد 160 كيلومتراً من طهران. أفراد العائلة صرّحوا بأنهم لم يعد لديهم خيار سوى الهروب، إذ لم يتمكنوا من تحمل القصف الليلي المستمر وأصوات الانفجارات التي تثير الذعر في نفوس أطفالهم يومياً. وقد عبّروا عن خيبة أملهم تجاه ضعف البنية التحتية وعدم توفر خيارات آمنة لهم خارج العاصمة.

حرب نفسية
على الصعيد الرسمي، استنكرت السلطات الإيرانية الرسائل التحذيرية الصادرة عن الولايات المتحدة وإسرائيل، ووصفتها بأنها “حرب نفسية” تهدف إلى بث الذعر بين المواطنين وإثارة الفوضى الداخلية. الحكومة دعت السكان إلى التزام الثقة بإجراءاتها الدفاعية وإلى عدم الاستجابة لموجة الخروج الجماعي. لكن وبين التوجيهات الحكومية والرغبات الفردية، تجد الأزمة طريقها إلى التعقيد مع تصاعد المخاوف والضغوط الإنسانية المستمرة.

نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
لا تعليق