الأسواق تتنفس مؤقتًا.. كيف ينعكس وقف الحرب بين إيران وإسرائيل على الاقتصاد العالمي؟

في تحول مفاجئ على الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن السلام بات ممكنًا وأنه سيسعى لدفع إسرائيل إلى الانخراط الكامل فيه.

التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

الإعلان الذي أتى دون تمهيد دبلوماسي مسبق، قلب موازين التوقعات، وأثار حالة من الترقب التي يرصدها تحيا مصر في الأسواق العالمية التي كانت تتأهب لموجات جديدة من التصعيد في الشرق الأوسط.

ورغم الغموض الذي لا يزال يحيط بتفاصيل الاتفاق، إلا أن صداه الاقتصادي كان فوريًا، خاصة في أسواق الطاقة والمعادن والعملات، وسط تساؤلات حول مدى صمود الهدنة، وما إذا كانت مقدمة لاستقرار فعلي أم مجرد “استراحة محارب”.

النفط أول المستجيبين

جاءت أولى الإشارات من أسواق النفط، التي سجلت تراجعًا في الأسعار بعد الإعلان مباشرة، مدفوعة بتوقعات بانحسار التهديدات لإمدادات الخام عبر مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية في العالم، ويرى محللون أن أي مؤشرات على انهيار الاتفاق ستعيد أسعار النفط إلى الارتفاع السريع.

الذهب يتراجع والدولار يتنفس

أسواق الذهب، والتي شهدت ارتفاعات قياسية خلال فترة التصعيد، بدأت تتخلى عن بعض مكاسبها عقب إعلان ترامب، في إشارة إلى تراجع المخاوف الجيوسياسية، وفي المقابل، سجل الدولار تحسنًا طفيفًا وسط تراجع الإقبال على الملاذات الآمنة.

لكن خبراء الاقتصاد يحذرون من التعويل على هذه التحركات باعتبارها دائمة، فعودة التوترات قد تعيد الأسواق إلى نقطة الصفر، خاصة أن وقف إطلاق النار لم يصدر بشكل رسمي عن الطرفين المتحاربين.

تحويلات المصريين مرشحة للصعود

الأسواق الناشئة، وبينها مصر، تنفست الصعداء عقب الإعلان، مع آمال بانحسار موجة هروب رؤوس الأموال وتحسن شهية المخاطرة، كما رجح خبراء أن تنعكس التهدئة على زيادة تحويلات المصريين بالخارج، خصوصًا في دول الخليج التي كانت معرضة لتداعيات الحرب.

وقال أحد المحللين: “الاستقرار النسبي في المنطقة يشجع على استقرار تحويلات العاملين، ويمنح الاقتصاد المصري متنفسًا هامًا وسط أزمات متعددة”.

ورغم التفاعل الإيجابي المبدئي، تتعامل الأسواق الدولية بحذر مع الاتفاق، وسط غياب أي ضمانات حقيقية لالتزام الطرفين. 

ويشير محللون إلى أن المستثمرين سيتعاملون مع المرحلة الحالية باعتبارها فترة ترقب، ولن يعود الزخم الكامل للأسواق إلا إذا شهدت الأيام المقبلة خطوات سياسية واضحة تؤكد جدية التهدئة.