قصة القديس أنبا جلاسيوس الناسك اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحتة


اليوم تُحيي الكنيسة تذكار نياحة القديس أنبا جلاسيوس الناسك، الذي يُصادف 12 أمشير الموافق 19 فبراير 2025.

في مثل هذا اليوم، رحل عن عالمنا القديس أنبا جلاسيوس الناسك، الذي كان نموذجًا للنساك والمجاهدين في الإيمان. وُلد القديس من أبوين مسيحيين حرصا على تنشئته في الإيمان المسيحي منذ صغره، فعلمّاه علوم الكنيسة وقدماه شماسًا لخدمتها. اجتهد القديس جلاسيوس في اتباع تعاليم السيد المسيح، حاملًا نيره بمحبة وإيمان، ليختار طريق الرهبنة ويتوجه إلى برية شيهيت حيث ترهب هناك.

القديس أنبا جلاسيوس الناسك
القديس- أنبا -جلاسيوس- الناسك

سيرة القديس أنبا جلاسيوس الناسك

مع مرور الزمن، رُسم قسًا، وحسب إرشاد ملاك الرب انتقل إلى مكان بعيد وأسس جماعة من الرهبان اجتمعوا حوله. عاش بينهم مثالًا في الإيمان والتواضع، وكان يعتبر نفسه واحدًا منهم، دون أن يتعالى أو يتفاخر. عُرف بصبره الكبير وطول أناته، ومن أبرز إنجازاته نسخ الكتاب المقدس يدويًا، ليضعه في الكنيسة كهدية ثمينة يستطيع أي راهب قراءته والاستفادة منه.

ذات يوم، زار القديس أنبا جلاسيوس الناسك رجل غريب يحمل نوايا سيئة. سرق هذا الرجل كتابًا ثمينًا كان بحوزة القديس وعرضه للبيع. اشتراه أحد الأشخاص، الذي أراد أن يتحقق من قيمته، فتوجه إلى القديس جلاسيوس ليعرضه عليه. بمجرد رؤيته، أدرك القديس أن الكتاب ملكه. فسأله: بكم اشتريته؟ فأجاب: بستة عشرة دينارًا. فرد القديس قائلاً: هذا ثمن زهيد. فقرر شراء الكتاب واسترجاعه.

في وقت لاحق، جاء البائع المُحتال يطالب بثمن الكتاب، فأخبره المشتري: لقد عرضت الكتاب على الأب جلاسيوس، وقال إن الثمن مرتفع. فاستفسر البائع: ألم يقل لك شيئًا آخر؟ رد المشتري: لا. عندها قال الرجل: لا أرغب في بيع الكتاب. ثم أخذ الكتاب وتوجه مباشرة إلى القديس أنبا جلاسيوس الناسك، معترفًا بخطئه وندمه العميق وقف البائع أمام القديس أنبا جلاسيوس الناسك باكياً، ملتمساً المغفرة وعارضًا إعادة الكتاب. ورغم محاولات عديدة ودموع سخية، رفض القديس استعادته في البداية. لكن بعد إلحاح شديد وتوسلات مخلصة، قبل جلاسيوس الكتاب مرة أخرى.

القديس أنبا جلاسيوس الناسكالقديس أنبا جلاسيوس الناسك
القديس- أنبا -جلاسيوس -الناسك

القديس أنبا جلاسيوس الناسك أنعم الله عليه بموهبة صنع المعجزات

وقد أنعم الله عليه بموهبة صنع المعجزات، ومن بين هذه المعجزات أنه في أحد الأيام أُهدي إلى الدير كمية من السمك. وبعد أن تم طهيه، وضعه الطباخ في المطبخ وأوكل مهمة حراسته إلى أحد الغلمان. إلا أن الغلام أكل جزءًا كبيرًا منه. عندما علم الطباخ بما حدث، غضب بشدة لأن الغلام تناول الطعام قبل وقت الأكل ودون أن يباركه الشيوخ. في نوبة غضب، ضرب الطباخ الغلام ضربة قوية أودت بحياته. فذعر الطباخ وذهب إلى القديس جلاسيوس ليخبره بما جرى. فقال له القديس: “خذه وضعه في الكنيسة أمام الهيكل واتركه هناك”.

القديس أنبا جلاسيوس الناسكالقديس أنبا جلاسيوس الناسك
القديس- أنبا -جلاسيوس- الناسك

نياحة القديس جلاسيوس الناسك

وعندما جاء الشيخ والرهبان لأداء صلاة الغروب في الكنيسة، وعقب انتهاء الصلاة وخروج الشيخ من الكنيسة، قام الغلام وعاد للحياة، وتبع الشيخ وكأن شيئًا لم يكن. ولم يعلم أحد من الرهبان بتفاصيل هذا الحدث إلا بعد وفاة القديس.

وعندما أكمل هذا الأب حياته ببركة شيخوخة صالحة، شاء الله أن يريحه من مشقات هذا العالم. فانتقل إلى السماء، تاركًا وراءه ذكرى طيبة عظيمة تضرب بها الأمثال.

نقلاً عن : صوت المسيحي الحر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *