1.7% ارتفاع في أسعار النفط و4% مكاسب أسبوعية وسط تقارب تجاري عالمي وترقب لقرارات أوبك+

في ساحة الاقتصاد العالمي، حيث تتداخل السياسة بالتجارة وتُقاس المؤشرات بالنبضات، ظهرت موجة جديدة في أسعار النفط، حملت معها إشارات تفاؤل بعد سنوات من الشد والجذب. 

تفاؤل تجاري عالمي وترقب حذر لقرارات أوبك+

وكأن الأسواق كانت على موعد مع نسيم هادئ وسط عواصف ممتدة، إذ شهد خام برنت قفزة غير متوقعة، مدفوعة بتقارب دولي وملفات ساخنة تُطبخ على نار هادئة، فهل بات العالم أقرب إلى مرحلة استقرار اقتصادي؟ أم أن ما نراه مجرد هدوء يسبق العاصفة؟

اجتماع مرتقب بين مسؤولين بارزين من البلدين في سويسرا

سجلت أسعار خام برنت ارتفاعاً ملحوظًا مدفوعًا بجملة متغيرات سياسية وتجارية إيجابية، أبرزها إشارات الانفراج في التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إذ شكّل الإعلان عن اجتماع مرتقب بين مسؤولين بارزين من البلدين في سويسرا دافعًا قويًا للتفاؤل في أسواق المال والطاقة.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.7%، لتسجل 63.9 دولارًا للبرميل، في ظل أجواء السوق التي باتت تميل إلى الهدوء والترقب بعد شهور من التذبذب، والارتفاع في الأسعار عززته أيضًا بيانات اقتصادية صينية جاءت أقوى من المتوقع، حيث سجلت صادرات البلاد ارتفاعًا يفوق التقديرات، إلى جانب زيادة في واردات النفط الخام بنسبة 7.5% على أساس سنوي، مما يشير إلى طلب قوي ومستقر من ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

أسعار النفط تقفز فجأة

في السياق ذاته، أضفى التوقيع الأخير على اتفاقية تجارية بين واشنطن ولندن دفعة جديدة لحركة التجارة الدولية، ما ساهم في طمأنة المستثمرين وإعادة رسم مشهد اقتصادي أكثر توازنًا، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاتفاقيات إلى زيادة تدفق السلع والنفط بين الدول، وبالتالي تعزيز الثقة في استقرار الأسواق وارتفاع الطلب على مصادر الطاقة.

لكن رغم موجة التفاؤل، لا تزال الأسواق حذرة، إذ تترقب قرارات أوبك+ المرتقبة بشأن حجم الإنتاج، وسط مخاوف من أن تؤدي أي زيادات غير محسوبة إلى تراجع الأسعار مجددًا، وإلى جانب ذلك، تبقى العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران عاملًا مؤثرًا، نظرًا لما تسببه من تقليص في الإمدادات النفطية العالمية، وبالتالي خلق بيئة ضبابية للمستثمرين.

وتُعد أسعار خام برنت مؤشرًا حيويًا على التفاعلات الاقتصادية والجيوسياسية، فهي ليست مجرد رقم في شريط الأخبار، بل تعبير دقيق عن توازنات دقيقة بين التفاؤل والمخاوف، بين الانفتاح التجاري وقيود السياسة، وبين النمو والركود.