في تصعيد جديد للتوتر في البحر الأحمر، اتهمت السفارة الأميركية في اليمن جماعة الحوثيين باختطاف عدد من أفراد طاقم سفينة الشحن اليونانية “إيتيرنيتي سي”، بعد أن أعلن الحوثيين تبنيهم لهجوم أودى بحياة ثلاثة من طاقم السفينة وأدى إلى غرقها قبالة السواحل اليمنية.
السفارة طالبت، في بيان شديد اللهجة، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن أفراد الطاقم، معتبرة ما جرى تأكيداً إضافياً لأسباب إدراج الجماعة ضمن قوائم الإرهاب الأميركية.
الهجوم على “إيتيرنيتي سي” هو الثاني من نوعه خلال أقل من 24 ساعة، ما يضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ متصاعد يهدد أمن الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية.
اتهامات أميركية: الحوثيين اختطفوا الناجين وعرقلوا الإنقاذ
في بيان رسمي، قالت السفارة الأميركية: “الحوثيين اختطفوا العديد من أفراد طاقم سفينة (إيتيرنيتي سي) الناجين، بعد أن قتلوا بعض البحارة وتسببوا في غرق السفينة، وعرقلوا عمليات الإنقاذ”.
وأضاف البيان: “نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الطاقم”، مشيراً إلى أن هذا السلوك يُرسخ المبررات التي صنّفت بموجبها الولايات المتحدة جماعة الحوثي منظمة إرهابية.
وتُعد هذه التصريحات من أقوى المواقف التي تتخذها واشنطن مؤخراً ضد الحوثيين في ما يتعلق بالهجمات على السفن في البحر الأحمر، ما يعكس حجم القلق الأميركي من تصاعد تلك العمليات.
الحوثيين يتبنون الهجوم ويبررون ما حدث
وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، قد أعلن يوم الأربعاء تبني جماعته للهجوم الذي وقع الاثنين واستهدف سفينة “إيتيرنيتي سي”، مؤكداً أنه “تم إنقاذ عدد من أفراد الطاقم، وتقديم الرعاية الطبية لهم، ونقلهم إلى مكان آمن”، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
إلا أن هذه الرواية تتناقض مع ما أعلنته بعثة “أسبيدس” الأوروبية، المسؤولة عن تأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر، والتي أكدت مقتل ثلاثة من أفراد الطاقم، هم كبير المهندسين، وأحد العاملين في غرفة المحركات، ومتدرب، بالإضافة إلى إصابة اثنين، أحدهما كهربائي روسي فقد ساقه.
مفقودون وضحايا والبحث مستمر
ووفقاً لبيانات بعثة “أسبيدس”، فقد تم إنقاذ ستة أشخاص فقط من طاقم السفينة، بينما لا يزال 19 آخرون في عداد المفقودين، في وقت تستمر فيه عمليات البحث وسط ظروف بحرية وأمنية صعبة.
السفينة، التي كانت ترفع علم ليبيريا، تعرضت لهجوم أدى إلى غرقها بالكامل، وهو ما أعاد إلى الأذهان سلسلة من الهجمات السابقة في البحر الأحمر.
هجوم متكرر في أقل من يوم
الهجوم على “إيتيرنيتي سي” جاء بعد أقل من 24 ساعة من هجوم آخر شنه الحوثيين على سفينة الشحن “ماجيك سيز”، والتي أعلنوا أيضاً مسؤوليتهم عنه، وقد تم إنقاذ طاقمها بالكامل.
لكن تكرار هذه الهجمات بوتيرة متسارعة يطرح تساؤلات حول قدرة المجتمع الدولي على تأمين الملاحة البحرية وردع الجماعة المسلحة.
تصعيد حوثي يهدد الملاحة الدولية
الهجمات الحوثية الأخيرة تؤشر إلى تحول نوعي في استهداف السفن التجارية، من التهديد إلى الغرق والاختطاف، ما يضع الملاحة الدولية على المحك.
وبينما تطالب واشنطن بالإفراج عن الطاقم المحتجز، تترقب العواصم الغربية الخطوة التالية، في وقت يبدو فيه أن البحر الأحمر بات ساحة مفتوحة لتهديدات قد تتصاعد في ظل غياب ردع حاسم.
نقلاً عن : تحيا مصر
- «التعليم العالي» تعلن تفاصيل تنسيق اختبارات القدرات 2025 - 10 يوليو، 2025
- التحقيق في مقتل طالب بالحجارة في المنوفية - 10 يوليو، 2025
- الناس كلها بتسأل أسعار الذهب اليوم 10يوليو 2025 في مصر - 10 يوليو، 2025
لا تعليق